أقلام حرّة

كيف نتقن كتابة اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني؟ (المقاطع والنعت)

تعرفنا في الجزء 3 من هذه السلسلة على كيفية كتابة أسماء الأرقام والأعداد الأمازيغية. والآن سنتعرف على تقنية تقطيع الكلمة الأمازيغية إلى “مقاطع صوتية” لتسهيل التعلم على التلاميذ. وسنتعرف على بعض مبادئ صياغة وكتابة “النعت” الأمازيغي وتمييزه عن “اسم الفاعل” الأمازيغي.

وكذلك سنتعرف هنا على مشكل خطير وهو الخلط بين “النعت” (adjective) و”اسم الفاعل” (agent noun) الذي يسقط فيه الكثيرون بما فيهم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام). وهذا المشكل يتسبب في تشويه وإفساد اللغة الأمازيغية.

تعتبر صياغة “الصفة” أو “النعت اللغوي” The adjective (بالأمازيغية: Afris أو Tanumilt) واحدة من أهم مظاهر حيوية اللغة لأن من وظائف اللغة وصف الأشياء والأفكار.

ولأن الأمازيغية لا تدرّس (إلا بشكل ضعيف وسيء) ولا تستعمل في الصحافة فإن جودة الكتابة والتعبير بها في الإعلام ضعيفة جدا. وبجانب كثرة الأغلاط الإملائية والنحوية نلاحظ أيضا محدودية كبيرة في استعمال النعوت اللغوية خصوصا الاشتقاقية منها. ويلجأ الكاتبون والمتكلمون بالأمازيغية غالبا إلى ربط الأسماء بالأسماء بدل استعمال النعوت. ولأوضح للقارئ ما أقصده سأورد مثالا بسيطا.

نلاحظ في الإعلام أن المتكلمين بالأمازيغية يستعملون العبارة:

Třibizyun en Tmaziɣt (التلفزة ديال الأمازيغية)

ولا يستخدمون أبدا العبارة:

Třibizyun Amaziɣ (التلفزة الأمازيغية)

العبارتان صحيحتان من ناحية النحو ولكن العبارة الثانية أحسن وأدق.

في المثال الأول نلاحظ ظاهرة ربط الاسم بالاسم. أما في المثال الثاني فنستعمل الاسم متبوعا بنعت.

(والترجمة الأمازيغية لعبارة “القناة الأمازيغية” هي Targa Tamaziɣt).

1) تقنية تقطيع الكلمة الأمازيغية إلى مقاطع صوتية لتسهيل التعلم على التلميذ:

من بين أحسن طرق استيعاب وإتقان الكتابة بالأمازيغية هناك طريقة “المقاطع الصوتية” التي تتكون منها الكلمة. ويمكن اعتبار المقاطع الصوتية كـ”مفاصل” للكلمة. واستيعاب مقاطع الكلمة (مفاصل الكلمة) يساعد الكاتب أو التلميذ على تفادي ارتكاب الأغلاط الإملائية والنحوية.

المقطع (بالأمازيغية: tafirt وبالإنجليزية: syllable) هو الوحدة الصوتية المنطوقة التي تشتمل على صائت (vowel). “الصائت” (vowel) نسميه بالأمازيغية aɣṛi.

وعدد المقاطع الصوتية الموجودة في كلمة أمازيغية يساوي عدد الصوائت (vowels أو les voyelles) الموجودة فيها.

فمثلا كلمة imaziɣen تحتوي على 4 مقاطع وهي: i-ma-zi-ɣen

وكلمة ul (القلب) فيها مقطع وحيد هو: ul

وكلمة tamaziɣt فيها 3 مقاطع: ta-ma-ziɣt

وكلمة zedɣen (سَكَنوا) فيها مقطعان: zed-ɣen

وكلمة midden (الناس) تحتوي على مقطعين: mid-den

وكلمة yessen (عَرَفَ) تتكون من مقطعين: yes-sen

asalag (الإضراب) فيها 3 مقاطع: a-sa-lag

kecmen (دَخَلوا) تحتوي على مقطعين: kec-men

udfen (دَخَلوا) فيها مقطعان: ud-fen

amtiweg (الكوكب) تحتوي على 3 مقاطع: am-ti-weg

imtiwgen (الكواكب) فيها 3 مقاطع: im-tiw-gen

uzzal (الحديد) تتكون من مقطعين: uz-zal

uzzlan (الحدائد / قِطع الحديد) فيها مقطعان: uz-zlan

amahellaw (المَجَرَّة) فيها 4 مقاطع: a-ma-hel-law

ameɣrad (الكون) تتكون من 3 مقاطع: a-meɣ-rad

aganad (الشر) فيها 3 مقاطع: a-ga-nad

tulluɣt (الخير) فيها مقطعان: tul-luɣt

akkaḍ (الكراهية) تحتوي على مقطعين: ak-kaḍ

amonẓeɣ (الحسد) فيها 3 مقاطع: a-mon-ẓeɣ

asenfel (التغيير، التبديل) فيها 3 مقاطع: a-sen-fel

agellid (المَلِك) تحتوي على 3 مقاطع: a-gel-lid

aselway (الرئيس) فيها 3 مقاطع: a-sel-way

ameẓẓoɣ (الأذن) فيها 3 مقاطع: a-meẓ-ẓoɣ

tussna (العِلم، المعرفة) تحتوي على مقطعين: tus-sna

asenked (الإنذار، التحذير) فيها 3 مقاطع: a-sen-ked

طريقة تقطيع الكلمة الأمازيغية إلى “مقاطع صوتية” هي طريقة فعالة تسهل استيعاب النطق الأمازيغي على التلاميذ وبالتالي إتقان الإملاء ثم النحو. ولهذا يجب جعلها أحد ركائز تعليم اللغة للتلاميذ.

2) أشكال النعوت الأمازيغية:

يمكن تقسيم النعوت الأمازيغية إلى قسمين رئيسيين: الجذري والاشتقاقي.

– النعت الجذري: يعتمد على مادة الجذر الفعلي فقط بدون أية إضافات في أوله أو آخره، وأمثلة منه:

acemlal [أشملال] (أبيض، أشقر) من الجذر CMLL.

amellal (أبيض) من الجذر MLL.

aberkan (أسود اللون) من الجذر BRKN.

aderɣal (أعمى) من الجذر DRƔL.

azdad (نحيف) من الجذر ZDD.

azeyrar أو azegrar (طويل) من الجذر ZYRT أو ZGRT.

uɣzif (طويل) من الجذر ƔZF.

ummid (كامل، مكتمل) من الجذر MD أو MMD.

– النعت الاشتقاقي: يشتق من الاسم أو الفعل وتكون في آخره أداة للنسبة هي an وأحيانا ay. أمثلة:

ussnan (علميّ) مشتق من الاسم tussna (العِلم).

azedgan (نظيف، نقي) من الفعل yezdeg وجذره ZDG.

amatay (عامّ، عمومي) مشتق من الاسم amata (العموم، عامة الناس).

afellay (عالي، أقصى) مشتق من الاسم afella (العلو، العلالي).

adday (سفلي، أدنى) مشتق من الاسم adda (الأسفل).

ameqqṛan (كبير) من الفعل imeqqaṛ (يكبر) وجذره MƔṚ.

ameẓẓyan (صغير) من الفعل imeẓẓey (يصغر) وجذره MẒY.

ageldan (مَلَكي) مشتق من الفعل yegled (كان مَلِكا) وجذره GLD.

agdudan (جمهوري) مشتق من tagduda (الجمهورية) أو agdud (الجمهور)

3) صياغة النعت الأمازيغي من الاسم الأمازيغي مباشرة:

أكثر الطرق استعمالا في الأمازيغية لصياغة النعت من الاسم هي إضافة an إلى آخر الكلمة المذكرة أو ant إلى آخر الكلمة المؤنثة، مع الأخذ بعين الاعتبار احتمالية تغير نطق الكلمة (بتغير طبيعة الكلمة) وبالتالي تغير مكان e أو الصوائت الأخرى في الكلمة الجديدة، أي في النعت الذي نصوغه.

فمثلا لدينا الاسم الأمازيغي asged (الدين / الديانة). ومنه نصوغ النعوت التالية:

asegdan = دينيّ.

tasegdant = دينية.

isegdanen = دينيون.

tisegdanin = دينيات.

وهناك طريقة أخرى شائعة لصياغة النعت وهي إقلاب الاسم أو بالأحرى صياغة النعت من الأصل الفعلي (والفعل في هذه الحالة هو: yesged وجذره SGD وهو يعني: أنصتَ، امتثلَ، دانَ. وهذا الفعل شقيق للفعل الأمازيغي الآخر yesɣed الذي له نفس المعنى). فيكون لدينا:

usgid = دينيّ.

tusgidt = دينية.

usgiden = دينيون.

tusgidin = دينيات (مسائل متعلقة بالديانة).

والطريقتان صحيحتان.

ونأخذ الاسم الأمازيغي addal (الرياضة). ومنه نصوغ النعوت:

addalan = رياضيّ (شيء متعلق بالرياضة).

taddalant = رياضية (مسألة متعلقة بالرياضة).

addalanen = رياضيون.

taddalanin = رياضيات (متعلقات بالرياضة).

والطريقة الأخرى لصياغة النعت هي إقلاب الاسم أو الاشتقاق من الفعل yeddel (لَعِبَ، مارس الرياضة) وجذره DDL. فنكتب:

uddil = رياضيّ (شيء متعلق بالرياضة).

tuddilt = رياضية (مسألة متعلقة بالرياضة).

uddilen = رياضيون.

tuddilin = رياضيات (مسائل متعلقة بالرياضة).

الطريقتان صحيحتان ومقبولتان. وهذا التعدد مقبول في الأمازيغية مثلما أن النعتين الإنجليزيين economic و economical صحيحان ومقبولان في الإنجليزية (ومع تطور اللغة يتم إسناد بعض المعاني الإضافية لواحد منهما دون الآخر لخلق نوع من التخصص الاصطلاحي في المعنى).

4) صياغة “اسم الفاعل” في الأمازيغية:

أنبه القارئ إلى أنه يجب التمييز بين “النعت” (adjective) و”اسم الفاعل” (agent noun). في الأمازيغية نصوغ “اسم الفاعل” بإضافة m أو n بعد أداة التعريف كما نرى في الأمثلة التالية:

addal = الرياضة.

amaddal = الرياضي (الرجل الذي يحترف الرياضة).

tamaddalt = الرياضية (المرأة التي تحترف الرياضة).

imaddalen = الرياضيون.

timaddalin = الرياضيات (النساء اللواتي يحترفن الرياضة).

ولكن من الكلمة tamurt أو amur (الوطن، البلد) نصوغ النعت عبر إضافة an في الآخر كالتالي:

amuran = وطنيّ (شيء متعلق بالوطن).

tamurant = وطنية (مسألة متعلقة  بالوطن).

imuranen = وطنيون.

timuranin = وطنيات (مسائل متعلقة بالوطن).

أما اسم الفاعل فنصوغه بإضافة n في أول الكلمة بعد أداة التعريف مباشرة، كالتالي:

anamur = المُواطِن.

tanamurt = المواطِنة.

inamuren = المواطنون.

tinamurin = المواطِنات.

5) صياغة النعت من الفعل وصياغة اسم الفاعل من الفعل:

نستطيع في اللغة الأمازيغية أن نصوغ النعوت انطلاقا من الأفعال مباشرة (أي من جذور الأفعال). فمثلا الفعل yeɣlef [يغلف] جذره ƔLF وهو يعني: حمل الأمانة، حمل الوزر والمسؤولية، وكل (الوكالة)، تحمل الأمر. ومنه نصوغ النعوت:

aɣelfan [أغلفان] = وزاري (شيء متعلق بالوزارة).

taɣelfant = وزارية.

iɣelfanen = وزاريون.

tiɣelfanin = وزاريات.

أما اسم الفاعل المشتق منه فهو:

aneɣlaf [أنغلاف] = الوزير (صاحب الوزارة).

ineɣlafen = الوزراء.

taneɣlaft = الوزيرة.

tineɣlafin = الوزيرات.

من أجل تبيان الفرق بين “النعت” و”اسم الفاعل” سنأخذ مثالا إضافيا مهما.

أولا سنأخذ الاسم tussna (العِلم، المعرفة) ونصوغ منه النعت كالتالي:

ussnan = عِلميّ (شيء متعلق بالعِلم).

tussnant = عِلمية.

ussnanen = علميون.

tussnanin = عِلميات (مسائل متعلقة بالعِلم).

والآن سنأخذ الفعل yessen (عَرَفَ، عَلِمَ) والذي جذره SSN ونصوغ منه اسم الفاعل كالتالي:

amassan = العالِم.

imassanen = العلماء.

tamassant = العالمة.

timassanin = العالمات.

6) ضرورة التمييز بين النعت واسم الفاعل لإيقاف الفوضى اللغوية:

يقع الكثيرون في الخطإ الفادح المتمثل في الخلط بين “النعت” (adjective) و”اسم الفاعل” (agent noun). والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام) يقع هو أيضا في هذا الخطإ الفادح ويستمر فيه كما نلاحظ في العديد من منشوراته وقواميسه. والأسوء من ذلك هو أن بعض الناس يقتبسون تلك الأغلاط الإيركامية وينشرونها بدورهم في الإعلام التلفزي والمجال العمومي.

الإيركام يخلط بين “النعت” و”اسم الفاعل” ويقدمهما كشيء واحد، حيث يقدم الكلمة amassan على أنها تعني “علميّ” تارة و”عالِم” تارة أخرى، ولا يحترم بذلك منهجية اشتقاق النعوت. ويفعل الإيركام نفس الشيء مع كلمات أخرى مثل tamaddast و anamur. وبذلك يتسبب الإيركام في تشويه اللغة الأمازيغية وترويج الأغلاط الفادحة في المجال العمومي.

فكلمة amassan ليست نعتا بل هي اسم فاعل، ومعناها: العالِم.

أما كلمة ussnan فهي نعت ومعناها: عِلميّ.

وكلمة tamaddast ليست نعتا ولا اسما مصدريا بل هي اسم فاعل ومعناها: المنظِّمة (المرأة المنظِّمة).

أما tuddsa فتعني “المنظَّمة / التنظيم”.

أما uddsan فيعني “تنظيمي”. و tuddsant تعني “تنظيمية”.

وكذلك لا يعقل استعمال anamur بمعنيين مختلفين متضاربين: “مُواطِن” و”وطنيّ”.

وإنما anamur تعني “مُواطِن”، أما amuran فتعني “وطنيّ”.

من يخلط بين هذه الأشياء جهلا أو إهمالا أو تكاسلا لا يختلف عن العوام والأميين في شيء.

مبارك بلقاسم-المغرب

tussna@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى