أقلام حرّة

مونودراما الخروف الأسود

النص خيال علمي على شكل فنتازيا سيريالية  بعيدة كل البعد عن الواقعية وغير خاضع بتاتا لنظرية الدراما و أي تشابه مع واقع ما هو بسبب سوء نية القارئ .

_كل كلمة تستفز حفيظة القارئ لخدشها الحياء العام هي مأخوذة من قواميس اللغة .

_كل تدني للمستوى الابداعي متعمد وخاضع لما يطلبه المتابعون .

_أعتذر عن أي خطأ مطبعي موجود والراجع لتعاملي مع رئيس تحرير النسخة الفرنسية لا محرر العربية بسبب حساسيات تنافسية.

إعلان ترويجي

هذا الاعلان غير تجاري و غير مدفوع الثمن لذا هو غير خاضع لأي التزامات ضريبية .

نزولا عند التماس رسمي في اطار محاورات نخبوية مع فريق عمل اينوميدن وذلك المستوى الحاصل للمحادثات و التي تشعبت لمستوايات و أطر غير دارجة في اللقائات الشاوية البينية المعتادة كان متوقعا لمؤهلات الطرفين كون الموقع ذو المضمون الجهوي عالمي الطابع وكوني متسرب مدرسيا بكفائات فيزيولوجية ذات تأثرات فلكية حادة ,فبدأت نهاية مشروعا جديدا فعليا في الكتابة حيث قررت اصدار نشريات دورية آخر كل شهر غريغوري باللغة العربية تحت مسمى موح- تريات فبعد تجربتي الشعرية الفاشلة بتفوق لمعطيات واقع لا يمكن تجاهله كون ثشاويث لغة كاسدة من حيث المقروؤية والشعر عموما خرج من تأثير التدافعات الاقتصادية منذ زمن شعراء البلاط فبسبب النزول الحاد لأسهم سوق عكاظ لم تعد هناك قصائد تتخللها فواصل اشهارية ,ولذا كان لزاما استحداث قنوات تواصل جديدة مع المتلقي ,المهم أخذت دقيقة تفكير و تشاور دامت عدة فصول كونية فكوني شيوعي متقاعد لم أكن في حاجة لتقشف زماني أو تحديد خطط خمسية ,و اعتراضيا فقط قد يشكك البعض في امكانية تقاعد الشيوعيين دون تبعات اجرائيىة الا أني أأكد ذلك و انا في كامل قواي العقلية الاعتبارية و دون اكراهات جسدية او معنوية  حيث وبعد تنصيب لجنة عليا من الرفاق للتحقيق و بعد التقصي و المعاينة البصرية و التوثيقية الشاملة تأكدت اقامتي فعليا في افراقسو مما حدا بالهيئة الاستشارية للجنة المنبثقة عن لجنة التحقيق ارجاء نقلي للغولاك الى صدور العفو العام في احدى المناسبات الثورية .

وبعد البحث و المشاورات على أعلى مستوى و دراسة لجل الأجناس الادبية الممكنة  لي معرفيا كنت قد فكرت بداية و بجدية في المسرح ,مسرح يقتبس شخوصه من المجتمع المتفاعل حسب أطره الاثنية و مجالاته التثاقفية المتاحة ظرفيا في تماهي مع نسقنا التاريخي و مؤثراته ,مسرح لا يترجم شيئا بل يقتطع مشاهده من الواقع الشاوي ليرميها للجمهور بكل فجاجة محاكيا بكل حيادية توازنات الخصوصيات الطبقية المتراكمة و لن تعوزني هنا المصداقية كوني بلوريتاري ذو أصول أرسطوقراطية ودون بطولات ستكون للجميع أدوار محورية بالتوالي حسب زوايا المنظور الموضوعاتي لكل عمل على حدا ,صحيح قلت لكل عمل فآمالي أغرتني بوصال الأفق بين ذراعي معطيا للأحلام وهم الواقعية لكن أصعب ما كان في رحلة الألف ميل ,خطوة .

 

مشهد عبثي

المنظر زريبة مكيفة و خروف أسود خلف مكتبه ينظر الى لوحة المفاتيح و يفكر بصوت مسموع .

ستكون التراجيديا مناسبة لنا لو لم يكن الموت هزليا فحين يقتل الراديو أوبولعيذ و الشجرة المولود نايث معمر و تجهز على بوضياف ستارة سيكون لزاما علينا اصطحاب الماء ليلا حتى لا نضطر لدخول المطبخ فتغتالنا الثلاجة .لكن يجب كتابة المسرحية ,استثمرت كل ملكاتي حتى أصاب الالتهاب بصلتي السيسائية في أن أضع حبكتي في اطار مسرح الأطفال فللخراف صورة لطيفة في مخيال الصغار و قد تكون تربوية ,هذا خروف أسود لو انتظرنا حتى بروز قرنيه لكان الأضحية المثالية ,بالاجماع هي سنة في تمام دورة السبعين سنة مع كل اطلالة لمذنب هالي يولد خروف في زريبة ما يختلف عن البقبة قد يكون السبب مسا أو سحرا المهم اختفى بلحمر و بقت المعضلة ,وطن لا يحترم قاماته فحين ينادي كانط بتأهيل الميتافيزيقا علما يهب رقاتنا بتأصيلاتهم العلمية ,وحين تتراكم معضلات داروين يجيب عن جميعها دكتور الحيض و النفاس بكفائاته الأكاديمية ليفكك من الاصل المسألة ,قد ينكر ضحايا التغريب الأمر لكن أكيد هناك وراء الأكمة ما ورائها فحين يقول التطوريون حسب مقررات المبدأ البقائي بداهة أن أي جنس يتطور عنه جنس آخر ينقرض الأول آليا و لكن حين نمارس مناهج العلم الابتدائية نصطدم بالمشاهدات الموثقة  أن الهوموسابيان هو من ينقرض و جحافل الاندرطال تتقدم بقوة كمشهد من مشاهد كوكب القردة فتنسف حسب الاثباتات العلمية من الأساس النظرية التطورية وتنتصر نظرية أن أصل الانسان جرة .

لذا فحسب سلم الارتقاء كوننا خرافا لا يفسد للود قضية المهم أن تكون مسرحيتنا واقعية ,خراف ترجم خروف ,ذئب يشغل الانارة ونص أبدعه راع كلابه تقسم الادوار على الرعية ,و هنا يجب التوقف فرائحة التحريض تعبق من قلمي –عفوا-  من لوحة مفاتيحي ,فقد مات كاكي و استشهد علولة لما بعث الرفات من أكفانها ,أحضرو مهرجا لنحصل على مخصصات من الوزارة و نجعل من المهرج زعيما أو هاتو زعيما جاهزا فمن متطلبات الزعامة التهريج بطلاقة ,نطلقه بإرتجاليته ليضحك الجمهور ,جميل ثغاء الخرفان حين تضحك ,كأنها تطلق إشارة خضراء مفادها لست بحاجة للهلب فلدي قدراتي الفطرية ,لكن يبقى الخروف الاسود يعبر عن نشاز في حبكتنا هل هو خطأ مطبعي هل هي لعنة الاسلاف أم هي المؤامرة ,يجب تفعيل كل الممكنات ليخرج من المعادلة ,نشرع قانونا يأكد أن البياض من ثوابت الامة و نسجنه بتهمة الاستهزاء بمعلوم من الالوان بالضرورة او نهديه طقما رسميا ناصعا ذو أربعة قطع انجليزية فاخرة (دون احتساب الجوارب و الملابس الداخلية) و حافرا أصيلا من أجود أنواع الجلود الإيطالية ,نضع بساطا أحمرا راسمين آثار أقدامه قبل أن يبدأ المسير فان أبى و تولى الحل يسير تتولى أمره ربطة العنق وليس سبقا فقد فعلتها ذلك اليوم في ألمانيا ,ولا تثريب علينا فالأمر يكون ضرورة من ضروريات الدراما الهادفة .

تساؤلات تجريبية

الزمان وقت الاستراحة المكان مرحاض عمومي  .

لكن ماذا لو فكرنا خارج السياقات المعهودة ماذا لو لم نشغل خروفنا بتقمص اللون الأبيض ليعبر عن باقي الشخصيات او الشخصية المكررة في حالة قطيعنا و ماذا لو فرضنا أن الاشكال ليس في تميزه فاغترابه راجع لانتمائه لقطيع يعاني نقصا مرضيا في الصبغيات أو أن الاشكال هو الانتماء للقطيع أصلا بغض النظر عن صراعات لونية .

ستكون البحوث السوسيولوجية و البسيكولوجية و أكيد البيولوجية اللازمة معقدة و مجهدة وطرحها في نسق درامي شبه مستحيل ,فخرافية و خرافية (بكسر الخاء) أدوات التلقي تحول و أي شكل نخبوي يمكن التفكير في تجسيده و ربما كلمة نخبوي بحد ذاتها تمثل حاجزا نفسيا عند الخراف ,لذا ربما الحل هو في التبسيط المطلق بخطاب تقريري مباشر يمثل عامل الصدمة و الذي يضعف الآليات الدفاعية للمتلقي و لا أقصد هنا الصعق بالتيار الكهربائي عالي التوتر فليس لدي دعم خارجي لدفع كل فواتير سونلغاز وهذا ردا على أحد الأصدقاء ما أعنيه شيء آخر شيء ليس بالجديد على المارقين و المجدفين الكلاسيكيين لكنه قد يكون فعالا وذلك بالخوض في مغامرة فاوستية ناجحة هذه  المرة باعادة كتابة ركحية بتصرف واسع النطاق حيث ننجح في خداع الشيطان بعد استنفاذ كل امكانياته لصالح قضيتنا .

العرض الأول

المنظر نفس الخروف الاسود غارق في التفكير ,اسقاط ضوئي لصورة شيطان أحمر ضاحك تليها بقعة ضوء على الخروف الأسود الذي يصرخ منتفضا “يوريكا”

يبدأ العرض حيث يكون الركح مكانا والزمان لحظة الافتتاح نأخذ مواقعنا مسبقا لا وقت نخسره في الإنتظار نرفع السيتار في لمحة مباغتين التوقعات لنتأكد أن لا أحد خلفه يغتالنا لا نثق بأحد فنجعل بدل الجمهور مرآة نفتح أعيننا المنعكسة في عمقها على ملامحنا المجردة فالأقنعة تسقط في مشهد الافتتاح كساعة الصفر لموسم أعيادنا و كأنه الميلاد القديم يبعث بدمائه على خشبتنا ,نشعل الأضواء دون جهد كبير فنحن نحفظ أدوارنا نكسر مع الجمهور كل ايهام نحيي ملحميتنا لا نتقمص الادوار بل نلعبها نغير في الديكور كل مرة أمام الجمهور نستفزه بموسيقى تتناسق ضجيجا بكل نشازها نخترق من طبلتيه مكامن مابين صدغيه الى كل عصب أو خلية حية . نوقف التمثيل لحظات ننير القاعة ننزل عن الخشبة نصرح بغشنا للجمهور ان نحن أقنعناه نصرخ في مسيرنا هبو يا ضحايا الاضطهاد (منبوذي العالم) او هبو غفات البشر لا يهم ان استلهمنا اشد قصائد بوتييه نزقا او اكثر رباعيات الخيام جدلا  في حوارنا ,وبعد حركات كوليغرافية مستوحات من أعقد طقوس الفودو مقرين اضطراريا بافريقيتنا ,نحيي رميم بيكات لنقتل آخر أنصاب العبث في نصنا نجعله يعترف تحت وطأة السياط بتكريسه معلوما من حياتنا ,يتوب راكعا عند أقدامنا عن روائعه ,يخط بأنامله المدمات نص مسرحيته الجديدة ,بداية اللعبة و لما لا رحلة البحث عن غودو فقد توالت المشاهد بأحداثها لن ننتظر من اليوم أقدارنا ومحرم أن تغادر قمتها آلهة أولمبوس لتفكك ذرواتنا سنكون نحن لحظة نريد الخاتمة .

لن تكون هنالك جوائز تكرمنا خصوصا في مهرجان المسرح الأمازيغي فكل نص مؤسس خارج الشرعية القشولو-شطابية  لا يتناسب و أصالتنا و لا أرباح من عائدات تنتظرنا فنحن من يدفع ثمن التذاكر لجمهورنا ,لا شيء ,ينزل الستار تغيب معه المرآة ,لا تصفيق لا تحية ملك موت تصير  العلبة و تنتهي المسرحية .

المهم كانت لنا شخصية و دور نحن ألفناه و نحن أخرجناه و كانت لنا كل الاستقلالية ,قد نتهم أننا انفصاليون أو أننا أنتجنا عملنا بتمويلات خارجية ,لكن أكيد لن نعرف بمسرح الكراكوز كدمى تتحدث من خلفها مدارس أساسية و قنوات غوبلز الاعلامية و كل وصايات الولائات الأبوسية ,أي لا يمكن أن نتهم قط أننا مناضلون ننتظر أوامر اللجنة المركزية ,لقد استقلنا منذ دهور بعيدة و لم نعد رعايا ,بحثنا عن مواطنتنا فلم تعزنا نصوص و تشريعات قانونية فقط افتقدنا في الاجرائات  لإنسانيتنا وقد يطاردنا في مشهد هاملتي شبح بريجيت باردو ان نحن وصفنا بالمواطنين قطعان الخراف البربرية .

نقاشات نقدية

سيتبادر لذهن النقاد من أجل النقد أني قد خرجت من حيزي المعتاد و هو الفضاء الشاوي الى آفاق كونية في طرحي و بإسقاطات مبتذلة سبقت صياغات مماثلة لها ,و للرد الموضوعي دون محاولات تبريرية لفشلي الذريع في ابداع نص ذو خصوصيات و تفرد على مستوى الأسلوب و المضامين أو الفشل في اثبات التمايز الشاوي عن الآخر ومن هنا نبدأ الرد ,فان أجملنا المنجم في نصنا لاختزلنا الأمر في مثال شرنقة تلتف حول فراشة تأبى ترويض الريح بجناحيها مكتفية بمرحلة تطورية بدائية خشية مواجهة السماء و هذا طرح عام لا يختص به مجتمع بشري عن الآخر فحالة القطيع المتعلق بخارطة طريق يصوغها الأكثر كفائة هي آلية دفاعية غرائزية تمتاز بها معظم الثدييات أما ان نحن حاولنا طرحها في حيز انثروبولوجي موضوعه ايشاوين لكان الامر بسيطا حيث نحتفظ بمثال الفراشة داخل الشرنقة باضافة أكسيسوار ثانوي يتمثل في واقي ذكري بنكهة الكرز أو الفراولة .

أما عن الأسلوب و المضمون فأولا كوني أعجمي يجعلني فاقدا للشرعية و المصداقية للابداع الحر باللغة العربية فلا يمكنني تجاوز المخزون اللغوي و الموروث الأدبي اصطلاحيا و بنيويا  و صياغة تراكيب تعبيرية جديدة و بنى نصية غير متداولة أما المضمون فلا يمكنني تخطي فحول القطيع المؤسسين لكل ذوق و جهد ذهني متعارف أي لم أستطع الابداع بآفاق خارجة عن الشرنقة و الأمر ملزم كحتمية لا يمكن معها رفض الأقدار .

المهم أني حاولت الكتابة صحيح فشلت تجربتي مع المسرح كفشل تجربتي الشعرية لذلك و إستسهالا مني ككل –اقتباسا عن صديقي يوغرطا- المتحرشين بالأدب قررت مواصلة هذه الرحلة مع اينوميدن على شكل مُوح-تريّات شهرية علِّي أتأهل يوما ما و أصير كبشا سمينا يروي أحداثا من حقب غابرة لمجموعة من الخراف المتحلقين حوله ليمارس شرعيته التاريخية بأريحية .

 

مُوح ترّي (Muḥ-Terri)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى