بالعربية

آوراس آڨوجيل .. بين الأنذال وبائعي الذمم

ثامزغا بعتاش
ثامزغا بعتاش

بمجرد قراءتي لخبر إقامة ملتقى فكري يخص جمعية وطنية تسمي نفسها “أشراف الجزائر” في إشارة عظيمة وصريحة إلى أنّ بقية الجزائريين دونهم .. لقطاء ربّما أو طبقة عريضة من العبيد؛ تبادر إلى ذهني مشهد سلال وهو يسب إيشاويّن عبر وسيلة إعلامية لم يراع فيها أحدا …

الحقيقة أنّ  حلقات الربط كثيرة بين الحدثين، ـففي كليهما المستهدف واحد “بلاد ايشاوين” و”إيشاوين السُباتيون” وأولئك المنغمسون في إيديولوجيات لا تخدمهم أغلب الأحيان .. وإن لم يكن الأمر هكذا فكيف للدولة الجزائرية  أن تمنح إعتمادا وصفة رسمية لجمعية بهكذا اسم (أشراف الجزائر)، اسم عنصري عنصرية واضحة مبنى ومعنى ، الأدهى أنّ أصوات أولئك الذين يرمون في العادة الأمازيغ أو النشطاء في الحراك الأمازيغي  بالعنصرية لم ينطقوا ببنت شفة حيال جمعية الأشراف بالرغم من أنّها  تمارس عنصرية علنية  على كافة الجزائريين .. ما السبب يا ترى؟ ألأنّها حاصلة على ترخيص حكومي؟ أم لأنها تخدم إيديولوجيات معينة لا تخدمها جمعيات الحراك الأمازيغي؟ ولما الكيل بمكيالين أساسا ؟

إنّ هؤلاء “الأشراف” الذين  نصّبو أنفسهم أشرافا على الجزائر بأكملها لَيثيرون الشفقة  فعلا،  أمعقول أنّ المفاخرة والعنطزة والعنترة لاتزال لصيقة بهذه العينة ونحن على مشارف العام 2016م !!!… هل ترك الله في قرآنه مثلا سبيلا ينصّ على الكيل بمكيال من فخر خالص اتجاههم مقارنة بغيرهم؟ طبعا لا!… حتى أنه –الله–  وضع حكمة جليلة تمثلت في أن لا يجعل لمحمد من بعده ابنا متبقيا خشية أن يرث الرسالة بعده وهو ما يتعارض مع أنّه خاتم الأنبياء والمرسلين .. بلغة أبسط لله الدراية الكاملة، ولم يورّث أبناء محمد حتى يرثه من ينصبون اليوم أنفسهم أحفادا ومع التشديد على مدى صحة هذا النسب أساسا .

قال الله تعالى ((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيما ))

مشكلة منطقة إيشاوين أنّهم يتعاملون معها ككل مرة من مدخل الدين الإسلامي الذين وكلوا أنفسهم  أشرافا وحملة له  وحتى مبشرين وفاتحين جدد، ومشكلتها الأعمق أبناؤها السذج الذين يقعون في أفخاخ  “الأنذال “. لكن، لا علينا فكلّ هذا يمكن أن يصلّح بإرادتنا الجمعية للتغيير !

ولأن الفعل يتطلب ردّ فعل، أوقف نشطاء إيشاوين الأحرار فعاليات الملتقى الفكري للتكافل الاجتماعي شكلا العنصري، مضمونا، الايديولوجي المثير للفتن في المنطقة التي نظّم فيها والتي تحسب على ايشاوين بإعتبار انهم غالبية الساكنة هناك في افراقصو (بوحماما)

إختيار منطقة الشاوية بالذات لبث سموم  الفرقة والعنصرية واللعب على أوتار الدين وأهل البيت لم يكن صدفة أبدا بل لأن المنطقة مخترقة منذ مدة من إيديولوجيات قاتلة عقيمة  تسببت أيضا في تشتيت ابناء المنطقة الواحدة. فس هذه التجربة لم يوفقوا لحسن الحظ، بعدما وجدو نشطاء بالمرصاد، ما يتوجب علينا كإشاوين  خاصة وجزائريين عامة هو التحرّك. والأمر ليس بدعوة للعنف ولا للبلطجة بل هي دعوة لغسل العينين واشاعة النور بكل السلوكات الحضارية الممكنة، فقد استهلكت منطقتنا الكثير من السموم التي تجعلها تنزف للحظة وآن الأوان لكي نتكاتف ضد أي جهة، نظام، جمعية تريد أن تعيث فسادا فيما تبقى من أرضنا وإخوتنا …

لطالما تفاخرنا بإنتمائنا إلى آوراس العظيم ولكن لم يتجرأ أحد منّا قط على كيل أبناء دزاير الواحدة بمكيال الشرف وعدمه …

ولتعلم أنّه مامن شريف على هذه الأرض إلا من احسن إليها ، هاتوا المشاريع التنموية  وحقوقنا كجهة ثورية قدمت ولا تزال تقدّم للوطن سنستقبلكم حينها بالورود ولكن عليكم ان تضعوا حكاية “الأشراف ” عند الباب .. لا شريف هناإلاّ من سقاها وأحيانا.

.

فلتعلم عزيزي الشاوي أنّه لا وجود لأشراف في الجزائر لأنها أمازيغية والأمازيغي حر لايعترف بل ويكفر أساسا بالطبقية .. إن كان هناك أشراف على أرض الجزائر فلن يكون سوى أبناؤها .

على من يرى انه شريف أن يعود إلى منزله .. لا أعتقد أنّ شريفا ما يبيت خارجه .

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى