الافتتاحية

سنة على إطلاق موقع إينوميدن، اللحاق بركب الثقافة الرقمية هو الهدف الرئيس.

تمرّ اليوم، الأربعاء 01 جوان 2016؛ سنة على إطلاق موقعنا: موقع البوابة الثقافية الشّاوية إينوميدن.كوم، في نسختيه “العربية” و”الفرنسية” بعد جهد مكثّف لشباب واع كان لي الشّرف شخصيّا، أن تعرفت إليهم وعملت معهم.

مدركين للمخاطر المحدقة بالثقافة الشّاوية وصورة المنطقة الإعلامية، في ظلّ غياب تامّ لأيّ شكلٍ من أشكال الإعلام “الجهوي” أو “الثقافي” أو العامّ أو البديل، اختار موقع إينوميدن الخروج إلى النور، من أجل مهام كثيرة، فرضها الفراغ القاتل الذي فُرض، أو لنقل فرض نفسه، على الساحة الإعلامية خاصة، والثقافية تحديدا، أوّلها وأهمّها : اللحاق بركب الثقافة الرقمية.

اللحاق بركب الثقافة الرّقمية:

اليوم، وفي ظلّ “السّرعة” الهائلة التي تعرفها “المعلومة” في عالمنا، والّتي تحوّلت إلى ركيزة وعماد لقيام أيّ كيان أو ثقافة، من لا يسير إلى الأمام يتقهقر نحو الخلف. كان هذا هو الواقع المرّ الذي عاشته الثقافة الشاوية لعقود من الاستقلال، بين “الإخوة”، خسرت فيها ما لم يستطع المحتلون المتوالون بكلّ قواهم وحيلتهم أن يكبّدوها، لأنّهم ضلّوا في عيون إيشاويّن “آخر” عدوّا يحتلّ أراضيهم ويسلبهم أرزاقهم…

واقع رأى “إينوميدن” أنّ عليهم بكلّ الوسائل المساهمة في تغييره نحو الأحسن، وها قد مرّت سنة على بداية مسيرة التغيير تلك، والتي كان هدفها الأساسي والأوّل: اللحاق بركب الثقافة الرقمية التي أصبحت معيارا “للوجود” فمن لا وجود له في فضاء المعلومة الشاسع هذا (الإنترنت) لا وجود له.

لقد سعى موقعنا بكلّ ما له من وسائل، رغم نقصها، ورغم نقص الأفراد الفادح الذي يعانيه، إلى تحقيق “تموضع” محترم للثقافة والواقع الثقافي والفكري لبلاد إيشاويّن على خريطة الشبكة العنكبوتية التي أصبحت كما أسلفت، معيارًا للوجود. ودأب لسنة كاملة على الالتزام بسياسته التحريرية التي سطّرت بصرامة، من أجل عمل يليق بتقديم المنطقة وأبنائها. نجح “إينوميدن” نسبيّا في تحقيق قدر لا بأس به من الرؤية لمواضيع تحمل كلمات دلالية مرتبطة بالمنطقة وثقافتها وساكنتها، على أكبر محركات البحث العالمية، استبدلت أخيرا، ما كان سائدا حول هذا المجال، من فلكرة وبدونة وتشويه ممنهج مارسته أطراف عن قصد، وأطراف أخرى عن جهل.

أرقام تحفّزنا على المضيّ قدما

وإنْ كان للموقع نقائصه، والتي لا نبرّرها، ولكنّا نحيلها جملة على نقص الوسائل والأفراد، وهذا ما نحاول أن نتجاوزه بكلّ ما استطعنا، إلّا أنّ تفاعل المتابعين معه، والأرقام التي نتوصل بها، من لوح الإدارة، تجعلنا ندرك أن تلك النقائص ليست إلّا عقبات “صغيرة” سيتغلّب عليها، بكلّ تأكيد.

لمدة سنة كاملة من النشاط على شبكة الإنترنت، حقّق موقع إينوميدن أرقاما، مشرّفة، ومبهجة بالنسبة لي شخصيّا، أقدّمها لكم بكلّ فخر في الجدول والصورة الآتيين:

  النسخة العربية النسخة الفرنسية المجموع
عدد الزوار 1.194.950 زائر 1.719.023 زائر 2.913.973 زائر
النسب المئوية 41,1% 58,9%

معدل الزّوار اليومي 3274 زائر/يوم 4710 زائر/يوم 7984 زائر/يوم
عدد المقالات 212 مقال 240 مقال (منها 17 مقال ستشاويث) 452 مقال
النسب المئوية 46,9% 53,1%

معدل النشر الشهري 17,7 مقال/شهر 20 مقال/شهر 37.7 مقال/شهر
ترتيب أكثر 5 دول زيارة للموقع – الجزائر

– المغرب

– الولايات المتحدة الأمريكية

– فرنسا

– تونس

– فرنسا

– الولايات المتحدة الأمريكية

– الجزائر

– روسيا الاتحادية

– كندا

إحصائيات-إينوميدن-السنة-الأولى
إحصائيات موقع إينوميدن.كوم خلال سنة 2015-2016

مشاريعنا كثيرة، طموحة، ولا تتوقّف.

خلال هذه السنة، رأت أيضا النسخة الثانية من موقع المكتبة الرقمية الأمازيغية لزميلنا “باسم عابدي” النور، بحلّة جديدة، وتصميم أكثر جمالية وفعالية ومحتوى ثريّ جدّا، كان نتيجة عمل مرهق وطويل، أحيّي عليه زميلي باسم، وتكاتف يدلّ على وعي حقيقي بين أوساط شباب وشيب منحوا من أموالهم مبالغ لشراء العتاد الخاص بالموقع دون معرفة شخصيّة بنا، فقط عبر صفحات فايسبوكية .. كانت قفزة إيمانية واختبارا نجحت فيه “الهوية” رغم كلّ ما يشاع…

إضافة إلى المكتبة الرقمية الأمازيغية المهداة إلى روح الرّاحل: عمار نقادي، عميد مناضلي الأمازيغية في بلاد إيشاويّن، وموقع إينوميدن في نسختيه العربية والفرنسية، يجري العمل منذ مدّة على نسختين أخريين لنفس الموقع باللغة الإنجليزية و”ثاشاويث” اللغة الأمازيغية، إيمانا منّا بأنّ اللغة عضو حيوي في جسد الحضارة النوميدية، والعضو الذي لا يستعمل يضمر، تطوّريّا، بالضرورة، وإيمانا منا كذلك بأن العالمية تستوجب الدخول من بوابة اللغة السائدة اليوم. من أجل تسليط الضوء أكثر وأكثر على الثقافة الشاوية.

التّحدي المرفوع قبل دخول السنة الآمازيغية الجديدة 2967 هو إطلاق موقع المنصة التعليمية التي ستختصّ بتعليم “الدارجوفونيين” (الناطقين بالدارجة) “ثاشاويث” بطرق محكمة بيداغوجيا، وتفاعلية عاليّة عبر الفيديو والصوت، واختبارات مستويات ووثائق تعليمية متقنة، هو المشروع الذي سنحاول أن نلبي به رغبات، بل أحلام، الكثيرين جدّا ممن فقدوا لسان أمّهاتهم، ويريدون بإلحاح أن يسترجعوه، ونقدّم لغتنا العريقة في أحدث صورة لكلّ الرّاغبين في الحديث بلغتنا، التي نرفض أن نتنازل عنها.

مشاريع أخرى تنتظر القدرة والوقت لتحقيقها، على رأسها موقع الموسيقى الشّاوية، الذي سيكون جامعا لكّل ما أنتج وصدر بثاشاويث من موسيقى وأغانٍ، مع ترجمات متقنة إلى خمس لغات، لأنّ الموسيقى هي واجهة أكثر من مشرّفة، تحتاج حقّا إلى عناية وترويج.

كلّ ما سلف لم يكن ممكنا دون متابعينا الأوفياء الذي لا يبخلون علينا بالدعم المعنوي، ودون أسماء فضّلت أن تبقى “مخفيّة” منحتنا بكلّ ثقة دعما ماديّا إلى جانب الدعم المعنوي. دعمٌ تتضاعف قيمته مئات المرّات في قلوبنا وقلوب المخلصين لهويّة وثقافة وتاريخ وحضارة هذه الأرض، التي لن تكون دون أبنائها.

إليكم جميعا متابعينا الأوفياء، كلّ الشكر وجزيلاه وأسمى عبارات التقدير والاحترام.

نعدكم بالمواصلة…

دمتم أحرارا.

 ڨاسمي فؤاد

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى