ثامزغا

8 حجج قاطعة لإثبات آمازيغية دْزاير

ردا على موضوع الأستاذ المحترم الدكتور علاوة عمارة تحت عنوان”البربر والهوية الجزائرية” في جريدة الشروق رقم 1135 بتاريخ 25 جويلية 2004، يشرفني أن أشكر الجريدة على فتحها وتناولها للموضوع وأحيي الدكتور عن شجاعته في تناول موضوع شائك ومليء بالأشواك، وهو أحد واضعيها بدون إدراك. لذا أجيبه كالتالي:

أولا- جيولوجيا :

جبال الأطلس وكتلة جبال نجر في التاسيلي Thassilie في الأصل لا وجود لها في بقية الكرة الأرضية. فهل رحلت بكلكلها من القارات الأخرى ونزحت مع إفريقش إلى الشمال الإفريقي رغم أن التاسيلي نشأت إثر الحركة الهرسينية الأولية في تكوين تضاريس الكرة الأرضية وجبال الأطلس مع الحركة التكتونية التي كونت جبال الألب الأوربية قبل خلق الإنسان أصلا وفصلا.

ثانيا- جغرافيا :

سميت بلاد الخروف *أوفريك* فكانت إفريقيا AFRIC عند الإغريق. والرومان يعترفون بأنها بلاد الغنم pays des troupeaux ولدينا من السلالات الخاصة بشأن الحيوانات والأشجار والحبوب أنواع. فهل جاءت من اليمن أو من فلسطين مع قتل النبي داوود لجالوت على رواية بروكوب في بني كنعان من الأروديين واليابوسيين والجرجاسيين الأيويين….الخ

سميت كذلك ببلاد ليبيا نسبة للملكة LILYBYE قاتلة السباع وراعية المجتمع ورائعة الجمال والتي استفحل أمرها وشأنها فاشتدت إليها عقول الإغريق ورحال الفينيق.

ثالثا- تاريخيا :

يعترف الإغريق قديما أن الأمازيغين أحد الشعوب من الواحد والثلاثين شعبا الأقدم في العالم، وأصلهم من قبيلة أوريت AURITES التي ولدت مصرايم أصل القبط وكسلوحيم (فلسطين) وأمازيغ آمون بمصر. و من الثلاثة وشعب ايجي تكوّن أصل أمة الإغريق. وحين ذاك لا وجود للعرب ولا للعبرانين ضمن السلالات البشرية.
وأكدت ذلك الدراسات العلمية في الولايات المتحدة سنة 1988 بين علوم التاريخ القديم وما قبل التاريخ وعلم الآثار والجغرافية البشرية وخلية ADN وعلم اللسانيات أن أقدم الشعوب فوق الأرض هي 32 شعبا ومنهم الأمازيغ. و لا وجود للعرب والعبرانين فوق المعمورة آنذاك.

رابعا- الأركيولوجيا و علم الآثار :

إن آثار الإنسان بالمغرب الأقصى تثبت منذ مليون وسبعة مائة ألف سنة، وأقدم إنسان هو ذلك المكتشف بأديس أبابا بالحبشة ويعني ”بطن أبي“ بالأمازيغية واللغة الجعزية القديمة وهما من أصل واحد مع القبطية وقدمه يقدر بثلاثة ملايين ومائتين وخمسين ألف سنة باعتراف العلماء بذلك وهو المسمى بلوسي LUCY . أما إنسان تيغنيف قرب معسكر فيثبت قدمه بخمسة مائة ألف سنة.
أما أقدم إنسان في الشرق الأوسط فهو إنسان نياندرتال 94ألف سنة، إنسان قفصة باسرائيل ولا وجود لأقدم منه على ألإطلاق في الشرق الأوسط ولا في الأوسط شرقيا. اللهم نظرية واحدة هو مجيء الأمازيغ من اليمن وفلسطين ومن الآراميين ولا تتحدث هذه النظريات الجاهلة إلا على ”البربر“ خروجا من الشرق. أما بقية الشعوب كلها فهي لذاتها ولبلدانها وفقط وقع النزوح للأمازيغ بين الاستعمار الشرقي الذي يريدنا إسقاطا وإحباطا وانحطاطا مشارقة، وبين التدمير الغربي الذي يريدنا من أروبا انحدارا رغم ثبوت أن الإنسان الأول إن لم نقل آدم هو إفريقي علميا ورياضيا وكيمياويا وجيولوجيا وبيئيا وانطولوجيا وباليولوجيا.

خامسا- إحصائيا :

عدد سكان إفريقيا زمن يوڨرثن (يوغرطا) في سنة 125 قبل الميلاد حيث أصاب الجراد ضررا بالزراعة فوقع الطاعون وتوفي على إثره 800 ألف نوميدي و200 ألف ليبي و48 ٍٍألف روماني جنوب سيرتا (قسنطينة)، أي بالأوراس وحدها وذلك حسب المؤرخ اروز OROSE آنذاك. أما الحروب البونيقية الثانية فقد جند ماسينيسا “ماس انسن” 200 ألف جندي وكذا بنفس العدد جند صفاقص (أساف أقس) تعداداته العسكرية في سنة 203 ق.م
ألا يكفي أن نقارن عدد هؤلاء تحليلا لمعرفة أن الشرق الأوسط عبارة عن قرية أمام قوة المغرب الكبير (ميــــقــابــوليس).

وتكفي رسالة موســى بن نصيــر التي يقــول فيها: إن عدد البربر لا يحصى، هم أكثر من النعم لا تكاد تقضي على أمــة حتـــى تـــرى أمما لا تقف لهم عن نهــاية و ليس لهم غـــاية و لا بداية.

و حيث يقول ابن خلدون عبد الــرحمــان في شأن زنــاتة وقــدمهــا: ”هى مساوقة لأول البرير ولا يعلم مبدأها إلا الله تعالى”.ورد على النظريات التي لا تعتمد من اليمنية إلى الفلسطينية بأنها بهتان حيث قال بعد أن تعرض إلى النظريات الزائفة:”والقول الوحيد الذي يعول عليه هو أنهم أبناء أمازيغ بن كنعان بن حام”.

ســـادســـا- عــمرانــيا :

مـــا جــاء فــي عــدد المدن التــي تــحتوي الــكنــائــس فــي بدايــة القرن السادس إلى نهـايته أن قائمة موجودة في كتاب إفريقيا القديمة –ماي 1844-ديرو دولامــال ورفيقه YANOSKY –DUREAU DE LA MALLE –LA CROIX و عددها يربو على 680 مدينة بينما لا يحتوي الشرق أجمع مائة مدينة آنـذاك ولا أوروبا قــاطبة عددها.

أما قرطاج فكانت تسكنها أعداد هائلة تزيد عن المليون نسمة وبـغـاي وطـبنـة وتيـفـست واوطـيقـا كــانــت أقدم من قرطــاج وأمازيغية مــحـصــنة. أمـا اشـــوقـــان فـــمديـــنة تــزيــد عــن عــشرة آلاف سنة ومـــا زالت آثارها قائمة قــرب إيمي ن طّوب (فــم الطـوب) بــآريــس. أما مــكة فكــانت تســمى بــكة وهي أم الـــقرى بالنــص الــقرآني الــواضح فــي زمـــن الرســول صلــى الله عليه و ســلم.

ســـابعــا لغويا :

حـسب يــوبــا الــثانــي عــند دراسـته وزيـارته لجزر الـكنـاري، وكذا القـديـس اغـسطس بـعد أربعـة قـرون منه أكـد أن اللهــجـات شـأنها شأن العادات و التــقــاليد واللبـاس فإنها مــختلفـة من مـنطقـة لأخرى في الشمال الإفريقـــي وجبــال أدارن أي الأطلسين وأصلها جميعا واحـدة واللهجـات الأمازيغية عددها خمــسة آلاف وتـجمـع أصـلا في ثلاثــة. أكــــابيب في الشمــال، تـــاشلويث الأطلس الصحراوي وتـــامشــاك فـــي الهوقـار وتــاهــات ببلاد الطوارق. ومـرجـع الثـلاثة اللـغـة الأمازيـغيـة الأولى والأصيـلة والأصلية.

ثـامنـا- استعـمـال الدولة و السلطة للأمازيـغـية عبر القـرون :

أجل، إن عدد الدول الأمازيغية بالشمال الإفريقي يكاد يكون مطلقا، اللهم باستثناء الدولة الأغلبية والإدريسية بتلمسان وفاس و قرطبة.

ولكن ما قام من الدعايات السياسية باسم الإسلام والأحاديث المدعاة والأقوال المنسوبة لعمر بن الخطاب جعلت الأمازيغ لما زين لهم العرب مجدهم بوجود خمسة أنبياء منهم (صالح،شعيب،هود،اسماعيل و محمد) أثر على زناتة و جعلها ترتمي في أحضان العروبة وتتنكر لأصلها كما جاء عند ابن خلدون، وخصوصا ادعاؤهم بأن الأمازيغ قتلوا نبيهم “الاراشي” وذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وسقوا نساءهم من مرقه فلم يحتسين”. لذا قال العرب في شأنهم: تزوجوا في نسائهم و لا تؤاخوا رجالهم”. وذالك ما طبق سابقا إلى اليوم. فقال الله تعالى :”في شأنهم لاتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا”. هذا مجرد مثـال للذيـن يضعون الباطل مكـان الحـق والـحق مكان الباطل.

ذلك ما جعل الأمازيغ كعـادتهـم مـن الفنيـقيــن والرومان والونـدال والبزنطـيـين والعرب والأتراك والفرنسيـين يتخـذون لغـات الاستعمار لغـة لإدارتهم و دواوينـهم وإلى اليـوم. وزيادة عن ذلـك فإن السلطة في المـذاهب الأربـعة خـارج المدرسة الخـارجـية والأباظية التي تمنـحـهـا لمـستـحـقـيهـا فإن جميـع المذكوريـن يـضعـونهـا بين أيـدي العرب ممـا جـعـل الأمازيغ يتنكـرون لأصلهم الأمـازيــغــي ويدعــون الــعروبة نـسـبا وأصالة ومــا أدراك باللغــــــة. أمـــا استعمال الأمازيغية استعمالا فإنها نعم كانت موجودة. فمثلا نذكر أن وزارة المالية عند الحفصيين تسمى بأحندوس ووزارة الصحة عند الموحدين كانت تسمى “ايمرستان” وغيرها. أما السلطة الفاعلة والعسكرية والعلمية والثقافية فكانت في مجملها بين أيادي الأمازيغ الأحرار الذين طالما ناشدوا الحرية ولكن لم يدركوا بعد حق المحافظة على استقرارهم واستقلالهم. وكثيرا ما رجعوا إلى النطاق الاستدماري بأياديهم وأنفسهم جهلا أحيانا و تجاهلا في أحيان أخرى.

فموضوعكم موضوع وأنتم للموضوع موضوع وشكرا على محاولتكم وتناولكم لنا ولأرضنا دون معرفة لماهيتنا وكياننا. والعيب في من أجهلنا حقائقنا وأراد سحقنا بحذف الحقائق وتحريف وتزييف العمق بجهل الجوهر وإنكار المظهر ألا وهو الاستعمار البغيض والاستدمار الذليل.
والحمد لله على عزتنا وكرامتنا الأبـديـة…

ونؤمن بما قاله الشاعر أبــــو الــقاسم الشــابي:

سأعيــش رغــم الداء و الأعداء – كالنسر فوق القمة الشماء

استفــاقكم الله من سبــــاتكم العميق أيها الشعب الأمازيغي الـــنـــائم خلافا لجميــــع الأمم في العـــالم.

المهندس: ساسي عابدي

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى