أقلام حرّة

الوجه الخفي لعصابات الجينات في الجزائر

العارف بتاريخ شمال إفريقيا عامة و الجزائر خاصة يعلم أن تاريخ التعريب فيها قديم و متشعب و أخذ عدة أبعاد منها الديني و منها السياسي و الأخطر كان التلاعب بتاريخها و أصول سكّانها . و بالرغم من ذلك إلا أن القضية الأمازيغية واصلت إلى اليوم مقاومتها لهذا المشروع الإقصائي العنصري .
و اليوم ،  في عصر العلم و التطور التكنولوجي  بدء الناس بتطليق الخرافات العروبية لإبتعادها عن المنطق و العقل مما أرغم العروبيين البعثيين إلى اللجوء إلى وسائل جديدة لنشر خرافاتهم . مؤخرا إهتدى هؤلاء المزورون إلى طريقة شبه علمية لممارسة تدليسهم و هو ما تقوم به العصابات الجينية حاليا  في الجزائر مستغلين عامل مهم و هو عدم تمكن الجزائريين من إقتناء وسائل الفحوصات الجينية لعدم تعامل بنوكنا ببطاقات الائتمان الدولية  مما جعل الجو يخلو لهم في غفلة من السلطات و الأمن.

فمنذ مدة طويلة و نحن نتابع صفحة مشبوهة إسمها “جينات الجزائر” على الفايسبوك يظهر جليا توجهها العروبي القومجي بالرغم من أنها تدعي الأمانة العلمية . هذه الصفحة بدأت منذ مدة بإعلان نتائج على صفحتها و موقعها الخاص تتوافق مع إيديولوجيتها العنصرية و القيام بدراسات حول ولايات معينة مما جعلنا نتحرى حول الأشخاص القائمين عليها و مدى مصداقيتهم.

هذه الصفحة يقوم بإدارتها شخص مجهول يلقب بذياب ترجع أصوله لولاية تلمسان و إحتمال أنه يقطن بها يدعمه شخص إسمه “عبد الله بن علال” و ترجع أصوله لمنطقة بني صاف غرب الجزائر و هو قاطن حاليا بالمملكة السعودية. يقوم هذا الأخير بالتنسيق مع أطراف مجهولة في الخليج لدعم المدعو ذياب و توفير أدوات الفحص له و دفعها مسبقا شرط أن يقوم الأخير بفحص فقط من يكون ذا موروث جيني عربي صريح أو ذو سحنة عربية.
بعد فحص هؤلاء يقوم بإرسال العينات إلى بن علال في السعودية لأسباب مجهولة و هو بدوره يرسلها الى مخابر التحليل بألمانيا و يقوم بن علال بدفع تكاليف الفحص(17 دولارأو ما يقارب 2000 دج للعينة) و حتى فحص السلالات السفلية subclade ب119دولار  أو ما يقارب 15000 دج للعيّنة في حالة ما كانت تتوافق مع السلالات العربية و أما غير ذالك فيتم طمسها و عدم إعلان نتائجها .
إن أصحاب هذا المشروع المشبوه و الغير مرخص  ليسوا مؤهلين علميا للقيام بهذا النشاط , فهم ليسوا مختصين في هذا المجال و لا يملكون مصداقية علمية , بالإضافة إلى أنهم مدعومون من أطراف خارجية مجهولة وهو ما يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة خاصة عندما نرى نتائج هذا “المشروع” الذي يهدف إلى تزييف الحقائق العلمية من أجل فرض وهم “عروبة الأمازيغ” الذي لم تنجح في فرضه حكومات شمال إفريقيا على مدار نصف قرن من الزمن .

زهير بن سلامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى