سياسة

بين سهى عرفات و جاك بيني

تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط بشكل كبير هذه الأيام , فبعد أن أعلنت الإمارات اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل الشهر الماضي ,  استقبل مطار أبو ظبي هذا الأسبوع أول رحلة جوية قادمة من تل أبيب بعد أن سمحت السعودية للطائرة بعبور أجوائها .
من جهة أخرى ظهرت أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل “سهى عرفات” لأوّل مرة على قناة إسرائيلية لكي تدعم حكّام الإمارات و تهاجم السلطة الفلسطينية . و قالت سهى عرفات أنها تلقت تهديدات  من مسؤولين بالسلطة الفلسطينية بعد تدوينة نشرتها على صفحتها في موقع Instagram التواصلي، واعتذرت فيها “نيابة عن الشعب الفلسطيني لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد إعلان التطبيع بين الإمارات وإسرائيل” وفق تعبيرها في مقابلة أجرتها معها قناة “كان”الإسرائيلية . و فيها هددت بفتح أبواب جهنم على السلطة الفلسطينية، إذا تسببوا في إيذائها أو أفراد عائلتها.
وقالت سهى عرفات، في أول ظهور بالصوت لها على تلفزيون إسرائيلي، إن السلطة الفلسطينية بدأت بالفعل في مضايقة أفراد عائلتها، وتم استدعاء شقيقها غابي الطويل، السفير الفلسطيني لدى قبرص، للاستجواب في رام الله بعد رفضه تنظيم أنشطة مناهضة للإمارات في مجمع السفارة . و قالت: “هل يريدون تدمير أسرة ياسر عرفات؟ نحن أقوى منهم”، ثم حذرت من أنه إذا واصل كبار المسؤولين بالسلطة حملتهم ضدها، فستعلن ما تعرفه عنهم “من مذكرات عرفات” التي تملكها، وقالت: “سأفتح أبواب الجحيم. يكفي أن أنشر قليلاً مما أعرفه، وسأحرقهم أمام الفلسطينيين” وفق تعبيرها عبر الهاتف.
و ختمت سهى عرفات لقائها مع القناة الإسرائيلية قائلة “يكفي مزايدات فنحن نجلس مع الإسرائيليين ومع (المخابرات الإسرائيلية ) الشاباك ومع الموساد، على مين عم يضحكوا ؟” .
و على صعيد آخر أثارت خطبة إمام وخطيب الحرم المكي عبد الرحمن السديس التي دعا فيها إلى “حسن الحوار والمعاملة مع اليهود لاستمالة قلوبهم للدين” ، جدلا واسعا عبر صحف ومواقع عربية. واعتبر مراقبون أن هذه الخطبة هي تحضير للرأي العام السعودي لإعلان وشيك لتطبيع السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل .

أعداء الأمازيغية في الجزائر في ورطة حقيقية

هذه الأحداث الساخنة التي تتسارع هذه الأيام في الشرق الأوسط يقابلها صمت مُطبق في الجزائر . فالتهافت العربي على التطبيع مع إسرائيل وضع المتاجرين بالقضية الفسلطينية و أعداء الأمازيغية خاصة في حرج كبير .
كيف لهم أن يصفوا بعد اليوم المدافعين عن الأمازيغية ب”الصهاينة” في ظل ما يحدث في الشرق الأوسط ؟
هل سوف يتجرّؤون على مواصلة الترويج لخرافة ” جاك بيني الصهيوني ” ؟
هل ستكون لهم الشجاعة لوصف سهى عرفات ب”الصهيونية” لأنها دعمت التطبيع من خلال تلفزيون إسرائيلي ؟
ماذا عساهم يقولون عن التغريدات الداعمة للخطوة الإماراتية التي نشرها الرئيس المصري ؟
هل سيصفون خطيب الحرم المكّي ب”الصهيوني” ؟  و ماذا سيكون موقفهم عندما تعلن السعودية التطبيع مع إسرائيل ؟
يبدو أن هؤلاء القومجيون قد وضعوا أنفسهم في ورطة حقيقية  .
يوغرطا حنّاشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى