الموسيقىبورتريهاتثامزغا

فرقة AZRO H2Z التونسية .. عندما يجتمع تمرّد الراپ بالهويّة الأمازيغية

في هباثنت؛ كان لقائي مع الشقيقين عبد الحق و حمادة الزروي متقطعا بسبب لهفة الشباب الشاوي المترصد لأي فرصة تسمح لإلتقاط صورة مع عضوي فرقة AZRO H2Z، وصاحبي الأغنية الصادرة عام 2013 ⵜⴰⵎⵓⵔⵜ-ⵉⵡ تامورت إيو Tamurt-iw (أرضي) واللذين أبديا فرحة صادقة وحماسة للقاء بي، خاصة لما علما أنّي أعمل مع موقع إينوميدن.كوم، الذي يتابعانه و يحترمان جدا المادة التي يقدمها للمتلقين.

نجما فرقة AZRO H2Z (إضغط هنا لزيارة صفحة الفرقة الرسمية على فايسبوك) سليلا أزرو ⴰⵥⵕⵓ Aẓṛu؛ من العمق الجنوبي وهي إحدى المناطق الخمس الناطقة بالأمازيغيىة بتيناس (تونس)، يبدعان في فنّ الـunderground rap، متناولين موضوعا شائكا، قلّ من يتجرأ على خوضه، خاصّة في تيناس، هو موضوع : “الهوية الأمازيغية”.

الشّابان عبد الحق وحمّودة، الّذين خلّفت ألبوماتهما، ضجّة على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصّة ألبوم ⵜⵉⵖⵕⵉ ⵏ ⵜⵎⴰⵣⵖⴰ tiɣṛi n tmazɣa الصادر سنة 2014 والّذي حمل عدّة عنواين أبرزها؛ neqqara-k ca Azzul، tagrawla، وعدّت أغانٍ منفردة (singles) منها : Imuḍan، Necci Nella، Yemma.

بأمازيغية تشبه كثيرا تاشاويث، تشبهها أكثر مما كنت أتوقّع بصراحة، مع بعض الجمل التيناسية الدارجة لتسهيل التواصل، حدّثنا الشقيقان عبد الحق وحمادة؛ عن بداياتهما، قالا بأنّ كلّا منهما كان يغني بالدارجة منفردا دون علم الآخر الى أن بدأ حمادة الغناء بالامازيغية ثم اجتمعا في رائعة tamurt-iw ⵜⴰⵎⵓⵔⵜ-ⵉⵡ، التي أحدثت ضجّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكسبتهما بسرعة فائقة شهرة وجمهورا عريضا، خاصة بين الشباب الشاوي والريفي، وإن كان الجمهور الشاوي هو، كما صرّحا، المستمع والمتلقي الأول للفرقة، والذي التقيا معه مباشرة ولأول مرة عام 2014 ثم 2016 وفي نفس السنة كان التعرف على الجمهور القبائلي.

بخصوص العقبات التي يواجهانها، كان واضحا عدم اكتراثهما؛ فروح الـ underground الّتي لا تعترف بالرسميات ولا العلامات الفاخرة ولا الرفاهيّة متمكّنة منهما بوضوح، أضف إليها قضيّتهما الأولى والأساسيّة، والّتي هي الهويّة الأمازيغية، شكّلتا خليطا متجانسا من التمرّد، جعلهما، يرميان عرض الحائط، كلّ الاعتبارات التي يضعها الـRappers الشباب نضب أعينهم، فالأخوان Azro H2Z لا يهتمان بالفن التجاري، لا بل إنّهما قد وضعا ميزانية مدروسة من مداخيلهما الشخصية، من أجل صرفها على تفعيل إبداعاتهما. الأخوان، وجّها عبرنا، شكرا كثيرا للسيّد “حميد سعودي” من “تباثنت” و الذي تكفل بتسجيل ألبوم tiɣṛi n tmazɣa في ثبانت، ومن تيناس السيد شادلي روين.

في نهاية لقائنا، عبّر الأخوان عن إعجابهما الشّديد بشعب دزاير الذي وصفاه بالبشوش، والذي رحّب بهما بطريقة خاصّة، أينما حلّا لكونهما توانسة، ليختما لقاءنا برسالة قصيرة : Nečči d awmaten (نحن إخوة).

كمال تيحمامين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى