بالعربيةبيئة

وقال الوالي “نعم” .. للصناعات الاسمنتو-فوحية في الأوراس الأشمّ

بعد يوم حافل بالأحداث و”فْحْل” بِشلاغمهِ، لحرارته المستوردة من “سقر” دون ضريبة على الدمغة التي تحصلت عليها من الشمس، وأنا أمارس مهامي “المكسيَّة” بنشاط وحيوية كعادتي فانا أحب أن أحلل دَراهِمي الحرام شرعا؛

عدتُ للبيت مسرعا لأنزع “سوليتفوحيَّ” المصنوع محليا بجوده معهوده كعاده معظم الصناعات “الخنشلية” بعد ان أخذت حمّاما للتخلص من آثار الدمغة والرائحة الجميلة، حان وقت الذهاب إلى مجلسي الموقر في مقهى مدينتي المحبوبة؛ دخلت، طلبت قهوة، جلست، وإذا بي أسمع كلاما جعل أسفل ظهري يؤلمني مجددا .. تبا ! إنه ذلك الاحساس اللعين مرة أخرى، أخبرني أحدهم أنها “ستتسروثُ” مدينة “إيغزر نثاقا” بـ”الأوراس الأشم” الذي “بطّل الشمّة” الآن ويواجه أعراض الانسحاب، بتخزين القات؛ هاته “النڤّةُ” الجديدة التي يبدوا أن مناخه أصبح تدريجيا يساعد على إنتاجها بفعل الحرائق المتكررة لغاباته…

الخبر الذي جعل أسفل ظهري يئن كان: أن والي باتنة المفدّى، أمير المؤمنين بعاصمة الأوراس المدمن، اتجه مع حاشيته إلى مدينة ايغزر نثاقّا العذراء لتدشين أمتار عديدة من “الطروطوارات” (الأرصفة)، ثمّ قرّر في معرض زيارته أن يؤكد لشبابها على نيته، ونية أصدقائه، في هتك عرضها بإنشاء مصنع للإسمنت وسط رئة آوراس رغم معارضة السكان والمجتمع المدني والجبال والرونپواناتِ les rondpoints والأشجار والأحجار والسمك .. كل شيء في المنطقة يرفض مصنع الاسمنت هذا نظرا للخطر البيئي المحدق. لكنّ الوالي البطل الشجاع لا يهاب الأخطار، أيا كانت، خاصة البيئية، ولا يأبه بها، بل ويقسم أن قراراته الحكيمة ستمرّ رغم أنف “رع” إله الشمس عند الفراعنة وأن المصنع سيبنى وأن لا مخاطر بيئية ولاهم يحزنون، وأن السكان لا يعرفون ما يفعلون…

الألم، رفض أن يتركني في حالي خاصة وأن إجابة التساؤل الكوني الذي يطرح في مثل هذه الحالة، عن سبب تعنت الوالي وعدم مبالاته بمعارضة السكان والخطر البيئي، هي إجابة مثبطة و”مهبطةٌ للسراويل المشدودة تقشّفا”؛ وهي أنّ نيافة السيد الوالي يعلم أنه يتعامل مع أبناء البطة السوداء وأن “الأوراس الأشم” يتجه من إدمان لإدمان لا يسعه فعل شيء أمام أي محاوله لاغتصابه، فعرضه يهتك من الكل، بل وأحيانا “يتوز*” لهذا الغرض.

لم استطع الاحتمال، لأنّ ألم الرأس والقدمين يكفي ولا أريد لأسفل ظهري أن يتصدع هو الآخر، فطلبت من محدثي أن يصمت، حملت نفسي وسوليتفوحي وجررتني من ذلك المقهى تملؤني الأمنيات بأن يستفيق أبناء البطة السوداء ويشمروا عن سواعدهم ويطالبوا بحقوقهم ويصروا عليها ولا ينتظروا لقاء وطنيّتهم المازوشية هذه صدقة من أحدّ، فينشؤوا كبقية مواطنيهم الأعلى شأنا وحظا ودخلا في هذه “البلاد”، أحزابا وأعلاما وإعلاما وجمعيات وأفكار، ويعرّفوا من يتهمهم بالجهل بأنهم  يعلمون ويعملون على أن عصر هبوط السراويل قد ولّى…

إلى يوم “مكسيّ” آخر.

م. آبغبوصي المعروف بـ بوحا ومكّاس كاتب ناقد ومفكر أرستقراطي

الأستاذ الدكتور: م. آبغبوصي المعروف بـ: بوحا ومكّاس كاتب ناقد ومفكر أرستقراطي
هذا الركن ساخر، وغير موضوعي، ولكنّه يتناول مواضيع حقيقيّة وواقعية في بلاد إيشاويّن، يكتبه لكم كل أسبوع حصريّا على موقع إينوميدن.كوم صديق الأطفال والمسؤولين : الأستاذ الدكتور: “م. بغبوصي” كاتب ناقد ومفكّر أرستقراطي وطني مجاهد ومهاجر مستقر في الأوراس الأشم.

شرح المصطلحات:

سوليتفوحي: (طالع المقال السابق لمعرفة المعنى البليغ لهذا المصطلح)

*يتوّز: فعل مشتق من المصطلح الشّاوي : “ثويزا” وهي العمل التطوعي الجماعي، ويمكن استعمال المصطلح “مثلا” لوصف عملية اغتصاب جماعية.

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى