التلفزيونُ قاتلُ مشاهديه

قالتْ يوميةٌ ناطقةٌ بالعروبية، ومالكةٌ لفضائيةٍ مشهودٍ لها بالشعوذة و”تدعيش” المشاهدين، إنَّ سيّدةً من شرق البلاد، تكون قد فارقت الحياةَ، حزنا وتأثّرا باعتداء الصهاينة على الأقصى. وسرد مراسلها من موقع “الجريمة”، أنَّ السيّدة فلانة، كانت تتابع عبر تلك الفضائية، اليوم المفتوحَ تضامنا مع الشعب الفلسطيني، في جلسةٍ عائليةٍ، على طريقة سنوات سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث تلتفّ الأسرةُ لمشاهدةِ فيلم “الرسالة”، ومسلسل “ابراهيم الطاير”. ونقل المراسل قول المرحومة تأثّرا بمحتوى ذاك اليوم المفتوح، ” والله لو كان يخلونا اروح نجاهد فيهم”. فأصيبت بعدها بنوبة قلبية، ونقلت إلى المستشفى، حيث فارقت الحياة، وأثبتَ تقرير المراسل الشرعيّ للجريدة، أنَّ “الشهيدة” ماتت بسبب مشاهدتها للبرنامج، وتأثّرها بعدوان الصهاينة على الفلسطينيين. ولتأكيد جريمتها، ثبّتت الصحيفة بالبنط العريض على صفحتها الأولى، عنوانَها المثير، منتشيةً بمقدراتها المهنية في إلحاق الأذى بمشاهدي برامج تلفزيونها؛ فالسيدة “غزالة” المنحدرة من منطقة “خنشلة”، لم تتأثّر بالظروف المأساوية لتمدرس أبنائها، ولا بالوضعية الكارثية للمرافق الصحية، وتدهور الطرقات، وسوء أشغال التهيئة، وانعدام المساحات الخضراء، وانتشار القمامة، وغيرها ممّا يُفسد للحياة قضية. لكنها لمجرّد متابعتها لليوم المفتوح/ المشؤوم، تأثّرت لحدّ الموت.

لقد أصبح الصمت أمام هذه الانحرافات الخطيرة في ممارسة مهنة الصحافة، جريمةً، وجبَ على المشرّع الانتباه إليها، وسنّ القوانين والتشريعات، لوقفها حالا، ومحاسبةِ المرضى و “الجبورة” و”البقارة” على ما ألحقوه من إساءات وجرائم في حقّ الاعلام وجمهور القراء والمشاهدين.

عادل صياد (جريدة الحياة)