الراءات الثلاث RṚŘ في نطق الأمازيغية بالريف والأطلس المتوسط

توجد في معظم أمازيغية الريف وجزء كبير من أمازيغية الأطلس المتوسط وحتى في بعض مناطق شمال الجزائر ظاهرة نطقية بارزة تتمثل في تحول نطق اللام الأمازيغية L إلى راء أمازيغية خفيفة وهي Ř. فمثلا نفس الكلمة الأمازيغية تنطق Awař في معظم الريف وجزء من الأطلس المتوسط، وتنطق Awal في المناطق أخرى. وبسبب الانتشار الجغرافي الواسع والمتصل لهذه الظاهرة الفونولوجية وتجذرها في العديد من لهجات اللغة الأمازيغية في شمال المغرب (الريف والأطلس المتوسط) وشمال الجزائر فإنه من الأرجح أنها تطور لغوي قديم يرجع إلى بضعة قرون على الأقل.

ويمكن لنا أن نقارن التغير بين Ř و L بحالات أخرى من التغير بين G وJ وY وǦ، وحالة التغير بين K وC (ش)، وغيرها.

فلدينا مثلا في لهجات اللغة الأمازيغية هذه التنوعات والتغيرات المترادفة المنطوقة شعبيا:

الشمس = tafukt (تافوكت) = tafuct (ثافوشث) = tafuyt (ثافُويْث)

المَلِك = ayellid = agellid = aǧellid = ajedjid = ajellid

الرَّجُل = aryaz = argaz = arjaz = arǧaz

الجليد = agris = aǧris = ajris

المشي = ticli (ثيشلي) = ticři (ثيشري) = tikli (تيكلي)

الرائب = ikkil (إيكّيل) = accil (أشّيل) = acciř (أشّير) = aččil (أتّشيل)

الخدّ / الوجنة = aǧǧay (أدّجاي) = aggay

الأكل / المأكل = ucci (أوشّي) = učči (أوتّشي)

التراب / الأرض = akal (أكال) = acal (أشال) = acař (أشار)

والمعروف أن ألفبائية تيفيناغ لا تملك حرفا يعبر عن هذه الراء الأمازيغية الخفيفة Ř لأن هذه الراء الخفيفة تنعدم في أمازيغية الطوارق، ولا توجد إلا في شمال المغرب (الريف والأطلس المتوسط) وشمال الجزائر. ولا يوجد في التيفيناغ الطوارقي الأصيل إلا حرف واحد يعبر عن الراء الأمازيغية العادية R وهو الحرف التيفيناغي الطوارقي ⵔ. أما الراء الأمازيغية المفخمة الغليظة Ṛ فقد استحدث لها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام IRCAM) حرفا تيفيناغيا جديدا هو ⵕ. ولكن الإيركام لم يستحدث أي حرف تيفيناغي جديد للراء الأمازيغية الثالثة Ř المنطوقة في الريف والأطلس المتوسط.

1) الراءات الثلاث RṚŘ الموجودة في اللغة الأمازيغية:

إذن، اللغة الأمازيغية بمجموع لهجاتها تملك 3 أنواع مختلفة ومتمايزة من الراءات (RṚŘ) وهي كالتالي:

– R (الراء الأمازيغية العادية) حيث نجدها في كلمات مثل: agadir (القلعة)، tamurt (الأرض، البلد)، asayrur (الفضاء)، ameɣrad (الكون)، akabar (القافلة، الحزب)، netta yerra (هو ردَّ، هو أرجَعَ)، asenfar (المشروع)، iri (الرقبة)، Murakuc (موراكوش، المغرب، بلاد مراكش)، Dzayer (الجزائر)، Amirika (أمريكا)، netta yerna (هو انتصر)، netta yerni (هو أضاف، هو زاد)، adrar (الجبل)، azaɣar (السهل، الأرض المنبسطة)، amerdul (الميدان).

– Ṛ (الراء الأمازيغية الغليظة المفخمة) حيث نجدها في كلمات مثل: timmoɣṛa (السيادة)، yeqqaṛ (يقول، يقرأ، ينادي)، oṛo (باطن اليد، مكيال يدين)، yeṛẓem (فَتَحَ، أطلقَ)، aṛṛoḍ (اللباس، الملابس)، kṛaḍ (ثلاثة)، amakṛaḍ (الثلاثي)، amekkaṛaḍ (الغاصب، الجبار)، Meṛṛakec (الاسم الحديث لمدينة مراكش)، Fṛansa (فرنسا)، Eṛṛbaṭ (مدينة الرباط)، aqeṛṛo (الرأس)، yeṛwi (خَلَطَ، اختلطَ)، netta yeṛmeḍ (هو تَعَجَّلَ، هو استعجَلَ، هو تسرَّعَ)، yeṛẓa (كَسَرَ)، yeṛṛeẓ (اِنكَسَرَ).

– Ř (الراء الأمازيغية الرقيقة جدا، وهي منطوقة في معظم الريف وجزء من الأطلس المتوسط وبعض مناطق شمال الجزائر)، ونجد هذه الراء الرقيقة Ř منطوقة في كلمات أمازيغية كثيرة مثل: awař (الكلام)، uř (القلب)، iřem (الجِلد)، netta yuřey (هو صَعَدَ، هو طَلَعَ)، netta ad yiři (هو سيَكُونُ)، ifiřan (الخيوط، الأسلاك)، aɣyuř (الحمار)، iřes (اللسان)، netta yesřa asen (هو سَمِعَهم)، imař (العام المقبل، السنة القادمة)، aẓřaḍ (الفقر)، netta yeřmed (هو تَعَلَّمَ)، aḍiř (العنب)، iřef (الخنزير)، aɣřař (الحلزون)، meřmi (متى؟)، aziř (النهار)، imecři (وجبة الغداء)، iseřman (الأسماك)، tazzřa (الجري، الركض)، ad yessiweř (سيتكلم، سيتحدث).

وهذه الأمثلة المذكورة تقابلها في لهجات الجنوب المغربي وبقية بلدان العالم الأمازيغي هذه الكلمات: awal (الكلام)، ul (القلب)، ilem (الجِلد)، netta yuley (هو صَعَدَ، هو طَلَعَ)، netta ad yili (هو سيَكُونُ)، ifilan (الخيوط، الأسلاك)، aɣyul (الحمار)، iles (اللسان)، netta yesla asen (هو سَمِعَهم)، imal (العام المقبل، السنة القادمة)، aẓlaḍ (الفقر)، netta yelmed (هو تَعَلَّمَ)، aḍil (العنب)، ilef (الخنزير)، aɣlal (الحلزون)، melmi (متى؟)، azil (النهار)، imecli (وجبة الغداء)، iselman (الأسماك)، tazzla (الجري، الركض)، ad yessiwel (سيتحدث، سيتكلم).

ونلاحظ في أمازيغية الريف وجزء من الأطلس المتوسط أنه يتم تطبيق هذه الراء الخفيفة/الرقيقة على حرف اللام (L) حتى في الأسماء والكلمات المستوردة من اللغات الدارجة والعربية والأوروبية مثل:

– الاسم العربي “علي” والدارجي “عْلي” ينطق في الريف والأطلس المتوسط: Ɛři (عْري).

– الاسم العربي والدارجي “المصطفى” ينطق في الريف والأطلس المتوسط: Eřmoṣṭfa (ءرموصطفا).

– الكلمة العربية “البال” تنطق في الريف والأطلس المتوسط: eřbař (ءربار).

– الاسم العربي “عبد السلام” ينطق في الريف والأطلس المتوسط: Ɛbessřam (عبسّرام).

– الكلمة الدارجية أو ذات الأصل العربي “لمْلاكْ” (الزواج) تنطق في الريف: řemřac (رمراش).

– الكلمة الدارجية “المخزن” (الدولة) تنطق في الأطلس المتوسط والريف: Eřmexzen (ءرمخزن).

– اسم المدينة المحتلة “مليلية / مليلث” تنطق في معظم الريف: Mřič (مريتش)، وفي جزء صغير من أقصى الريف الشرقي: Mlilt (مليلث).

– اسم مدينة “سلوان” الريفية ينطق محليا: Seřwan (سروان).

– اسم مدينة “الحسيمة” ينطق محليا: Eřḥusima (ءرحوسيما) أو Elḥusima (ءلحوسيما).

– اسم مدينة “لعرايش” (العرائش) ينطق في الأطلس المتوسط والريف: Řeɛrayec (رعرايش).

– الكلمة الدارجية “تْلاته” (العدد 3) تنطق في الأطلس المتوسط والريف: třata (ثراثا).

– الكلمة amesřem وجمعها: imseřmen (المسلم، المسلمون) هما كلمتان منطوقتان في الريف والأطلس المتوسط.

– اسم البلد الأوروبي “إيطاليا” (أو “الطاليان” بالدارجة) ينطق في الريف: Atayař (أتايار).

– كلمة telephone الأوروبية تطورت في أمازيغية الريف إلى: atřiffu (أتريفّو).

– كلمة television الأوروبية تطورت في أمازيغية الريف إلى: třibizyun (تريبيزيون).

2) تحول Ř إلى Č (تش) في حالة التأنيث، وتحول LL إلى DJ في حالة التشديد:

رأينا أعلاه أن النطق الأمازيغي الريفي المحلي لمدينة “مليلية” هو Mřič (مريتش) في معظم المناطق وMlilt (مليلث) في المغرب الشرقي. وسبب هذه الظاهرة هو أنه في الأمازيغية عندما يلتقي الحرف Ř مع الحرف T (بهذا الترتيب: řt) فإنهما يُدغَمان ويندمجان فيتحولان إلى حرف واحد هو Č (تش). فالناس لا ينطقونها Mřiřt (مريرث) وإنما ينطقونها Mřič (مريتش). وهذه أمثلة أخرى من ظهور الحرف الأمازيغي Č (تش) كنتيجة لاندماج الحرفين Ř وT في ما يلي:

– Weltma (أختي، بنت أمي) تنطق في الريف: Wečma (وتشما).

– Tangult (الخبزة) تنطق في الريف: Tanguč (ثانگوتش).

– Taɣyult (الأتان، الحمارة) تنطق في الريف: Taɣyuč (ثاغيوتش).

– Tajjalt (الأرملة) تنطق في الريف: Tajjač (ثاجّاتش).

– Tanwalt (المطبخ) تنطق في الريف: Tanwač (ثانواتش).

– Tawalt (الكلمة) تنطق في الريف: Tawač (ثاواتش).

أما بالنسبة للتشديد LL فإن مقابله في أمازيغية الريف ليس هو ŘŘ بل هو DJ. فمثلا عبارة Netta yella وتعني “هو كائن” تتحول في أمازيغية الريف إلى: Netta yedja.

وهذه أمثلة أخرى لهذه القاعدة:

الرأس = azedjif = azellif

المَلِك = agellid (أگـلّيد) = ajellid (أجلّيذ) = ajedjid (أجدجيذ)

بنتي / ابنتي = yedji = yelli

ابنته / ابنتها = yedji-s = yelli-s

البيضة = tamellalt (ثاملّالث) = tamedjač (ثامدجاتش)

البيض = timedjařin = timellalin

كائن (هو) = yedja = yella

سيَكُونُ = ad yiři = ad yili

يَكُونُ = yettiři = yettili

لا يَكُون = wer yettiři = wer yettili

البندير / الدف = adjun = allun

القرعة (قرعة اللعب أو القمار) = idjen = illen

سيُقسِمُ / سيَحلِفُ = ad yejjadj = ad yejjall = ad yeggall

ملاحظة هامة: الحرف اللاتيني الأمازيغي Č هو “شين انفجارية” نعبر عنها (للقارئ) تقريبيا بالحرفين (تش) لغياب مقابل عربي دقيق لها، أما Č فهو في الحقيقة حرف أمازيغي واحد مستقل بذاته وبالتالي لا تصح كتابته هكذا tc أو ⵜⵛ. كما أن هناك كلمات أمازيغية كثيرة تحتوي على ČČ الشين الانفجارية المشددة مثل: učči (الأكل، المأكل)، aččil (اليوغرت، الرائب). وفي أمازيغية زوارة الليبية توجد كلمة aččat وتعني: الضرب. وفي أمازيغية الأطلس المتوسط توجد عبارة netta ikeččem (هو يَدخُلُ). ونفس الشيء نقوله عن Ǧ (دج) التي هي “جيم انفجارية” وتعتبر حرفا أمازيغيا واحدا مستقلا بذاته قد يأتي مفردا (arǧaz = الرَّجُل) وقد يأتي مشددا أي مزدوجا (ajeǧǧig = الزهرة).

ويجب التمييز طبعا بين dj (دج) وǧ (دج) وذلك لأنهما ليسا نفس الشيء إطلاقا في الأمازيغية. وإذا كان الحرف العربي لا يميز بينهما فإن الحرف اللاتيني يميز بوضوح بينهما. إذن يجب الانتباه إلى الفرق بين هذه الكلمات الأمازيغية التالية المستقاة من مختلف لهجات اللغة الأمازيغية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا:

واحد (العدد 1) = iǧǧen = ijjen (بالإنجليزية: one)

القُرعة (قرعة اللعب) = idjen = illen

أحَدُ (واحد من) = iǧen = ijen (بالإنجليزية: a / an)

هو كائن = netta yedja = netta yella

هو تَرَكَ = netta yeǧǧa = netta yejja

وكل المترادفات الأمازيغية ذات الأصل الواحد والمعنى الواحد المتطابق (أو شبه المتطابق) والمختلفة قليلا من حيث النطق والكتابة تعتبر “مترادفات متجانسة” cognate synonyms أي متقاربة كتابيا ونطقيا وأصوليا ومتطابقة معنويا في نفس الوقت، مثلما أن speak وspeech وspeaking مترادفات متجانسة إنجليزية، وكما أن general وgeneric أيضا مترادفتان متجانستان إنجليزيتان، وأيضا مثلما أن الكلمات الإنجليزية cool وcold وchill هي مترادفات متجانسة.

إذن يجب تدريس كل تلك المترادفات الأمازيغية للتلميذ المغربي في الكتاب المدرسي الأمازيغي بشكل متدرج ومتوازن وبطريقةِ الكتابة الدقيقة بدون طمس. ولا يجب استبعاد بعضها بذريعة أنها كلمات أو تعابير محلية أو مجرد تنوعات محلية. فكل الكلمات الأمازيغية محلية منطوقة في أمكنة محلية ما، وكلها متساوية من حيث الأهمية اللغوية وتستحق التدريس للتلاميذ والطلبة.

أما من جانب آخر، فإن الكتابة الدقيقة (ومن ضمنها التمييز الدقيق بين الراءات الثلاث RṚŘ) شيء ضروري للتمييز بين الكلمات المختلفة تماما في الأصل والمعنى والمتشابهة قليلا بالصدفة فقط من حيث النطق. التمييز الدقيق في الكتابة يرفع من دقة اللغة ومنفعتها وقدرتها التعبيرية والعلمية.

فمثلا توجد في اللغة الأمازيغية بلهجاتها المختلفة هذه الكلمات المختلفة من حيث المعنى والأصل والمتشابهة بالصدفة من حيث النطق، والتي يجب التمييز بينها عبر الكتابة الدقيقة الوفية للنطق الواقعي:

الخشبة / اللوحة = tafřewt = taflewt

السيف = tafrut

مَضى / مَرَّ / جازَ = yezrey = yezri

لَوى / دوَّرَ / ثنى = yezřey = yezley

المضي / المرور / الجواز = azray

اللي / التدوير / الثني = azřay = azlay

الذوق / التذوق = irem

الجِلد = iřem = ilem

هو تَعَجَّلَ / هو تَسَرَّعَ = netta yeṛmeḍ

هو تَعَلَّمَ = netta yeřmed = netta yelmed

هو فَرِغَ (هو كان فارغا) = netta yoṛa = netta yura

هو كَتَبَ = netta yura = netta yaru

هي ستَكتبُ = nettat ad taru = nettat ad tari

هي ستَلِدُ (طِفلاً) = nettat ad taṛew

هو سيَطلَع / هو سيَصعد = netta ad yařey = netta ad yaley

هو سيَكتب = netta ad yari

هو سيَقي / هو سيَصون = netta ad yarey

الوقاية / الصون = aray

الطلوع / الصعود = alay = ařay

إذن كخلاصة: يجب التمييز الدقيق في الكتابة الإملائية الأمازيغية عموما، وبين الراءات الثلاث RṚŘ خصوصا، لكي تكون الكتابة الأمازيغية دقيقة ووفية للنطق الواقعي ونافعة في المجال التعليمي والوظيفي والعلمي، وسهلة القراءة والفهم معا.

3) كتّاب ومثقفو اللغة الأمازيغية صائمون عن الكتابة منسحبون من الميدان:

هذه الخاصية الجزئية المتعلقة بنطق وكتابة الراءات الأمازيغية الثلاث RṚŘ هي مجرد خاصية واحدة من خصائص وتفاصيل اللغة الأمازيغية الكثيرة والمتشعبة، رأيت أن أركز عليها لتقريب الفكرة من القارئ. وحينما نتحدث عن كتابة وتدريس اللغة الأمازيغية فإن كتابتها بدقة وبطريقة متماسكة ومنطقية ووفية ومخلصة للنطق الواقعي تصبح ضرورة حتمية.

وهذه الكتابة الدقيقة والمتماسكة والمنطقية والمطابقة لكيفية النطق الفعلي الشعبي لا يمكن ترويجها وتثبيتها إلا عبر طريقين: التعليم، والإعلام الشعبي.

فبالنسبة للتعليم فإننا نلاحظ أن الكتب المدرسية الأمازيغية المغربية في كثير من الحالات لا تكتب الأمازيغية بطريقة قريبة من النطق الواقعي، وإنما تكتب الأمازيغية بطريقة مشوهة أو فقيرة أو متكلسة أشبه بالشيفرة وتجعل القراءة صعبة على المتمرس فما بالك بالتلميذ المبتدئ. وهذا يستدعي إصلاحا جذريا لمناهج تعليم اللغة الأمازيغية. فحينما نجد مثلا في الكتاب المدرسي الإيركامي كلمة من قبيل ⴽⵛⵎⵏⵜ أي kcmnt (كشمنت) فهذه ليست كتابة سهلة القراءة وإنما هي شيفرة أبجدية صامتة. الطريقة الألفبائية الصحيحة القابلة للقراءة هي kecment (ومعناها: دَخَلْنَ).

لاحظوا معي أنه حينما نكتب kcmnt (كشمنت) فهذه الكلمة الأبجدية صامتة غير مسموعة تنعدم فيها الصوائت (vowels أو les voyelles) أي تنعدم فيها المقاطع الصوتية syllables. أما حينما نكتبها بطريقة قريبة من نطقها الواقعي وهو kecment فهذه الكلمة تصبح ألفبائية alphabetic صائتة ومسموعة تحتوي على مقطعين صوتيين two syllables وهما: kec + ment.

أما بالنسبة للإعلام الشعبي (الحكومي والمستقل والإنترنيتي واليوتيوبي) فنلاحظ أنه أصبح ميدانا للهواة بامتياز، يرتجلون فيه كما يشاؤون ويكتبون الأسماء والعبارات الأمازيغية بشكل خاطئ لامنطقي بطريقة التشات Chat أو ما شابه ذلك من طرق الكتابة الإملائية الارتجالية. فالكتّاب والمثقفون والباحثون الناطقون بالأمازيغية والمتقنون للكتابة الأمازيغية قد انسحبوا بشكل شبه كامل من الميدان الإعلامي والإنترنيتي المكتوب وتركوا هذا الميدان للهواة والمبتدئين الذين لم يدرسوا الأمازيغية يوما. وينتج عن ذلك دوران اللغة الأمازيغية في حلقة مفرغة من إعادة إنتاج الأخطاء المركبة والأغلاط المزدوجة ومزيد من تضييع الوقت، فضلا عن رداءة التعبير الثقافي والعلمي وما ينتج عنه من ركود مجتمعي واستسلام سهل لكل ما هو أجنبي ممول جيدا كالبضاعة الثقافية الفرنسية والعربية الخليجية البترولية.

إذا تخيلنا أن كُتّاب ولغويي ومبدعي ومثقفي اللغة الألمانية في ألمانيا أو الإنجليزية في أمريكا قد توقفوا اليوم عن الإنتاج بلغتهم في الصحافة والإعلام ودخلوا في صيام أبدي عن الكتابة وانسحبوا من الميدان وتركوا المجال الإعلامي للهواة والمبتدئين الذين لم يدرسوا تلك اللغة يوما بطريقة منهجية، يمعنون في الكتابة الارتجالية والأغلاط والفوضى، فيمكننا أن نتخيل حالة اللغة الألمانية في ألمانيا أو حالة اللغة الإنجليزية في أمريكا والانحطاط الثقافي والعلمي والاقتصادي الناتج عن ذلك لا محالة.

مبارك بلقاسم
tussna@gmail.com