الربيع و إمتدادات الشتاء

إنه الشتاء انها البطالة
و رب العمل لا يملك حطبا

لا يملك العلف

انه البرد و الجوع

انها كل انواع البؤس مجتمعة

-يوجين بوتييه-

– الربيع لم يزهر من فراغ فقبله عرفنا الشتاء ,شتاء تفنن صناعه في ابداع كل أنواع المآسي المصاحبة نمطيا لهذا الفصل الذي ما زال يقاوم مسارات الزمن ليجتاح فصولا تجاوزته .

كنا غالبا نضحك من قصة مجاهدي التاسع عشر مارس لكن أن يتهيكل البعض من أجل جهاد فرنسا أكثر من نصف قرن بعد انتهاء الحرب تكون علامات التعجب غير كافية للتعبير ,لكن و ترجمة لمثل شاوي “اللي فاتوه الفرسان اقول ركبت”فحين يكذب الواقع التاريخي بروباغوندا استلابية يصنع واقع حالي خارج عن أطر التاريخ .

و حين تصنع هويات بشعوذات تاريخية و تستورد ثقافات بالجملة لقمع الهويات و الثقافات المحلية باسم الوطنية و ثوابت الامة لتنتج أنواع من الكينونات البيولوجية الغير قادرة على الحزن على المآسي المحلية لانشغالها بالمآسي العابرة للانتماءات الوطنية ,نفهم غياب الشرعية التاريخية لمجاهدي القرن الواحد و العشرين .

جذور و بذور الربيع

المقدمة كانت تابعة للجزء الاول للمقال و مدخل للجزء الثاني فواقع النزعة العربو اسلامية هي ما أنتج مثل هذه الظواهر بخطابات شعبوية عنصرية بكل أبعادها المؤسسة بشعوذات مضخمة للأنا المفارق كارهة للآخر و الذات ليكون الربيع البربري بذرة لتكريس واقعنا الهوياتي في اطار نضال حقوقي اجتماعي و سياسي بامتياز .

فلو أخذنا رمز الربيع الأول و درسنا سيرته تكوينه و ابداعاته الادبية ,فسيكون دا المولوذ نايث معمر أكثر تعبيرا عن خلفيات و مقاصد الحركة الهوياتية ,فتصحيح مسار مشروع مجتمع ما بعد الاستقلال و تكريس الاستقلال  السياسي الاقتصادي  و الثقافي للجمهورية هو ما طمس و خون لصالح استلاب و هيمنة اجنبية معنوية كانت او حسية .

فلا خلفيات و لا أهداف الحراك من البدايات كانت خارج الاطار الوطني للجمهورية لكن تفعيل آليات القمع الجسدي و الاعلامي ما رسم هذه الصورة لا في منظور المناهضين فقط بل و في منظور بعض الناشطين القدامى و جل الناشطين الجدد و أنا لا أقصد فرحات مهني خصوصا فمساره و خياراته تستلزم مقالا منفصلا و مفصلا .

متى يفارقنا الشتاء

لن تفارقنا مآسينا حتى نفارقها و أنا أتوجه للناشطين ,فلا اكراهات فوقية و لا التزامات عقلانية تمنعنا من عيش الربيع و طلب ما بعده ما دمنا غير خاضعين لمتطلبات الوطنية الرسمية  و نافرين من القيم المجتمعية المؤدلجة لصالح ولاءات غير محلية شرط أن نعي غايات و آليات نضالاتنا .

ميلاد الربيع

اللاديموقراطية الاقتصادية السياسية و الثقافية ما صنع الربيع البربري و استمرار هذه التوليتارية نخبويا أو شعبيا ما يجعل الربيع حيا و أي طرح يكرس أي بعد من هذه الفاشية يكون ركوسا و عداءا لنضالات و تضحيات نساء و رجال أكدو أن الحياة ما زالت موجودة في وسط راهن الكثيرون على كونه غير ملائم لأي شكل من أشكال التمدن الذاتي و الذي دعاهم يوما لطلب العون من فرنسا و اليوم يطلبونه بطلب و صايات أخرى  تحت الظل المقدس لانهاء الوصاية الفرنسية .

و أخيرا فالتخبط الهوياتي لمناهضي قيم الربيع البربري سيبقى ما بقي الحراك الهوياتي محافظا على أطره التأسيسية و هو دليل قطعي على فاعلية النضالات و تراكماتها الصانعة للحدث التاريخي و المغيرة للمستقبل المراد فرضه تحت ضغط ضمائر مروجة سلعيا بوعي يدخل تحت طائلة الخيانة أو اللاوعي المدخل في اطار القطيع .

موح-ترّي
هذا المقال يأتي تكلمة لمقال اول تجدونه هنا