بشار الأسد يطلق رصاصة الرحمة على القومية العربية

وحدة، حرية، اشتراكية، أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ” تلك هي الشعارات التي كان يرفعها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحكم سوريا منذ عام 1963. لكن سوريا اليوم , آخر قلاع البعثية بعد سقوط صدّام , يبدو أنها لم تعد تؤمن بهذه الشعارات  .

ففي حوار له مع صحيفة عُمان العُمانية , صرّح الرئيس السوري بشار الأسد أن “اللغة العربية تطورت من السريانية إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن“. و هو إعتراف صريح بالبُعد السرياني للهوية  السورية و هو الأمر  الذي كان من أكبر الطابوهات في دولة بُنيت على أساس القومية الواحدة و تجريم جميع مظاهر الاختلاف و التنوع .
يُمثل تصريح الأسد قطيعة تاريخية مع الخرافات التي كان يروج لها كهنة و سدنة البعث على أن العربية هي “أقدم لغات العالم ” و أن جميع اللغات “إنبثقت عن العربية” و أنها لغة ” أهل الجنة” .
و ببراغماتية كبيرة أضاف الأسد أن إحترام التنوع يضمن إستقرار الأوطان  وطالب بأن تكون هناك “هوية واحدة وانتماء واحد، كما يفعل الأتراك الذين يعززون هويتهم في كل أنحاء العالم“.
وقلل الأسد من شأن المساهمة الحضارية العربية في سوريا وبلاد الشام، عبر تصريحات أطلقها عام 2017، لدى استقباله مشاركين بما سمي الملتقى العربي، حيث قال: “العروبة لم يبنها العرب، خاصة في بلاد الشام، ومعظم الدول العربية” .
كما سبق له أن استخدم نفس اللهجة في مؤتمر نهاية العام الماضي، حينما قال “إذا كانت هذه هي القومية والعروبة، فنحن لا نريدها، هؤلاء هم العرب، نحن لا نريد أن نكون عربا، نحن نكون أي شيء“.
و قد تعالت أصوات في السنوات الأخيرة لمفكرين عرب طالبوا بضرورة التفكير في رؤى جديدة لتجاوز مأزق مسارات الإنتقال الديمقراطي في الدول العربية  على ضوء  هزيمة البعث في العراق و سوريا و الناصريين في مصر . و حمّل هؤلاء  البعثية  مسؤولية الصراعات الدموية التي تعيشها الدول العربية و الفقر و التخلف الذي ترزح تحته غالبية هذه الدول و إعتبروا أن القومية العربية هي الوجه الآخر للشمولية والاستبداد و حكم الفرد .

يوغرطا حنّاشي