التاريخ القديم

الملك مكوسن (Micipsa) من خلال النقوش الأثرية

مقدمة

لعّل من أهم مخلفات ملوك الأمازيغ المادية والحضارية التي بقيت شاهدة على عصرهم ما اكتشفه علماء الأثار أو عن -طريق الصدفة – من أنصاب وهي منقوشة بعدة لغات ( ليبيّة- بونية- بونية جديدة) ، وهي منتشرة في كل أرجاء بلاد تامزغا ولاسيما الحواضر الكبرى كسيرتا ودوقا ، ومن بين الملوك الذين اهتموا بتخليد عهدهم نجد الإغليذ مكوسن بن الإغليذ ماسنسن بن الإغليذ قايا ، حيث أنّ جلّ النصوص نُقشت خلال عهده ، وفي دراستنا هذه سنتطرق إلى فحوى هذه النصوص وأهميتها التاريخية وذلك من خلال إشارتها إلى الملك مكوسن وفترة حكمه الطويلة (148- 118 ق.م).

I – عهد الملك مكوسن (148 – 118 ق.م):

1- شخصية الملك مكوسن ( M.K.W.S.N ) :

تشير المصادر التاريخية إلى أن مولد الملك مكوسن كان حوالي سنة 200 ق.م ، غير أننا لانعرف الكثير عن طفولته، وكل الذي وصل إلى المؤرخين هو أنّه تربى في كنف والده الملك ماسنسن( ماسينيسا) وتتلمذ عليه أمور الحكم والسياسة(01)، وقد أشار الجغرافي الإغريقي استرابون (Strabon) إلى أنّ الملك مكوسن يولي أهمية كبيرة للعلماء والمثقفين وغالبا ما يقضي أوقات فراغه في دراسة الفلسفة(02).

أمّا فيما يخص اسمه، فيبدو أنّ اسم ” مكوسن أو مكواسن ” (M.K.W.S.N)  كما ورد في النقوش الأثرية ، هو الاسم الحقيقي له بالنطق الليبي- الأمازيغي، وهو اسم شهرة يحمل دلالة العظمة والرّياسة حسب ما أشار إليه باحث اللسانيات الأستاذ حدادو (Haddadou .M.A) (03)، في حين ورد اسمه في الكتابات اللاتينية على الشكل الآتي: مكيبسا (Micipsa) وفي اللغة الفرنسية”ميسبسا”.

2- مكوسن يرث العرش الأمازيغي:

استطاع الملك ماسنسن أن يوحد بلاد المغرب القديم( تامزغا) ابتداءا من سنة 203 ق.م وهي الوحدة الثانية بعد تجربة الملك الأمازيغي المازيسيلي سيفاكس(Syphax)(04).

امتدت مملكة تامزغا الموحدة  من خليج السرت الصغرى في ليبيا إلى نهر مولوشا على حدود مملكة المور (نهر ملوية حاليا بين الجزائر والمغرب الاقصى) وإلى رفاف الصحراء (بلاد الجيتول) جنوبا.

دام حكم الإغليد ماسنسن حوالي 56 سنة قضاها في خدمة شعبه وتطوير مملكته في جميع مجالات الحياة (اقتصاديا، اجتماعيا وعسكريا) وأضحت المملكة من أقوى الدول في تلك الفترة على جميع الأصعدة ، ولم تكن تابعة للتاج الروماني كما ذهب أولئك الذين يتحاملون على التاريخ الأمازيغي وسيادة الدولة الأمازيغية في تلك الحقبة القديمة.

عاش الملك ماسنسن وبلغ سنّ التسعين (05) حسب رواية المؤرخ الإغريقي بوليبيوس (Polybe)، وعندما أحسّ بدنو أجله ، ترك وصية ملكية مفادها تقسيم سلطات العرش الأمازيغي بين أبنائه الثلاث الشرعييّن مكوسن (Micipsa)    وغلسن (Gulussa) ومسطان – بعل (Mastanabal) ، وبحضور القائد الروماني سيبيون إمليانوس (Scipion Emilien) والسؤال المطروح : ماهي الدوافع التي جعلت ماسنسن يوزع السلطات بين أبنائه؟ علما أن وراثة العرش النوميدي كانت لأكبر العائلة الملكية سنّا( الذكور)، وكيف نفسّر هذه الإجراءات المتخذة من قبل العاهل الأمازيغي؟

يبدو أن العاهل ماسنسن كان أكثر حكمة وحنكة سياسية وتطلعا لمستقبل المملكة وكذلك الأخطار الخارجية المحدقة بها، وفي حقيقة الأمر نجد أن الملك قد عهد إلى أكبر ابنائه مكوسن بالخاتم الملكي الذي يدل على أولويته في الخلافة شرعا (06)  وبهذا الإجراء يكون الملك قد راعى التقليد المعروف في توريث الحكم لأكبر العائلة سنّا !، أمّا إشراك أخويه الآخرين (غولوسا ومستنبعل) في الحكم ، فهو كذلك كان وفقا لنظام المدينة الأمازيغية التي تُسير من طرف ثلاثة أشفاط (Suffétes) أي القضاة كماهو الحال بالنسبة لمدينة مكثر(Maktaris) كما أشار إلى ذلك المؤرخ شارل بيكار(Ch.Picard)(07) وهذا ما أكدّته نقيشة دوقا الأثرية التي سنتطرق إليها لاحقا.

أما توكيل مهمة التقسيم إلى القائد الروماني سيبيون إمليانوس، فرأى ماسنسن أنّه من الحكمة استشارتهم في ذلك كإستراتيجية لتجنب الصدام معهم مستقبلا وكذلك علاقاته الحسنة مع الرومان التي ربطته بهم في السّلم و الحرب.

ومجمل القول ممّا سبق أنّ العاهل ماسنسن استطاع أن يوفق في هذا القرار الملكي وذلك لمراعاته لجميع شروط توريث حكم المملكة .

في خضم الحصار البحري الذي ضربه الرومان على قرطاجة ابتداءا من سنة 149 ق.م ، قدم القائد الروماني سيبيون إلى العاصمة سيرتا (Cirta) بأمر من الملك ماسنسن الذي توفي قبل يومين من وصول القائد (08)، وشرع سيبيون في توزيع السلطات بين الأمراء الثلاث متبعا الوصية الملكية وهي كالآتي : كانت الإدارة للملك مكوسن، في حين أسندت قيادة الجيش للملك غولوسا ،أما القضاء فقد تكفل به الملك مسطان- بعل الذي تشبع بالثقافة الإغريقية ، ولُقب كلّ واحد بلقب الملك (الإغليد) كما ورد في النقوش الأثرية والنصوص القديمة.(09)

وبهذا التقسيم تم تطبيق وصية الملك الراحل ، وكان مكوسن على رأس هرم السلطة لتقلده الجهاز الإداري والخاتم الملكي.

لم تستمر الأوضاع على هذه الحالة، فسرعان ما توفي الملكان غولوسا ومسطنبعل في ظروف غامضة، ويرجّح سالوست أنهما ماتا بتأثير المرض(10) ، وأصبحت بذلك جميع السلطات بيد الملك مكوسن.

3- إنجازات مكوسن الحضارية:

 إنّ عهد مكوسن الطويل (148 – 118 ق.م) لم يُحظى باهتمام المؤرخين الإغريق والرومان نظرا لعدم اهتمام هؤلاء بالمنطقة المغاربية إلاّ عندما تكون محّل احتكاك بالشعبين الإغريقي واللاتيني، ولا يُستبعد أن هذا الصمت ناتج عن سيادة الاستقرار في نوميديا خلال عهده(11).

 سار الملك مكوسن على خطى والده في تطوير المملكة والنهوض باقتصادها وأولى عناية فائقة بالعمران وحياة التمدن، وطبع سياسته الخارجية  بطابع السّلم والعلاقات الحسنة المبنية على المصالح المشتركة خاصة مع الدولة الرومانية حليفة أبيه الملك ماسنسن ، ومن مظاهر هذه العلاقات جملة المساعدات التي قدّمها الإغليد مكوسن للرومان أثناء حروبهم الطويلة ومن أهمّها الفليق العسكري الذي أرسله بقيادة ابن أخيه الأمير يوغرطه سنة 134 ق.م ، كما بعث بكميات كبيرة من القمح للجيش الروماني المحارب في سردينيا فيما بين سنتي 126 – 125 ق.م.(12)

 أما عن جيرانه الغربيين ( مملكة المور) فلم تذكر المصادر أي محاولة للملك مكوسن في توسيع مملكته على حسابهم.

 ومجمل القول فإنّ الإغليد مكوسن ظلّ متبعا لسياسة أبيه الخارجية ومن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة وصية سرية تلقاها من أبيه.

 أما عن السياسة الداخلية في المملكة، فرغم تخليّه عن سياسة أبيه التوسعية كما قلنا سابقا ، فإنّه قد واصل سياسته في تطوير دولته والاعتناء بعاصمته سيرتا حيث زاد في تجميلها وتحصينها ويذكر استرابون أنّها كانت قبلة العلماء والفنانين والفلاسفة الإغريق واللاّتين(13) ، وكذلك اهتمامه بتنمية الفلاحة والتجارة  بتشييّد القرى الزّراعية وتكوين ضيّع ذات مدخول وافر، وظهرت مدن هامة كباجة (Vaga) وثوقا (Thugga) وقفصا (Gafsa) بمواردها الاقتصادية والمالية، وكانت باجا أهم سوق في المملكة بفضل أراضيها الخصبة وأشاد المؤرخ سالوست بثرائها أثناء حديثه عن حملة ميتلوس سنة 110 ق.م(14).

كذلك اهتّم الملك مكوسن ببناء وتشييّد المعالم العمرانية والنّصب الإهدائية والجنائزية والّتي أكدّت سنوات حكمه وحدود مملكته وهو ما سنتطرق إليه في حديثنا عن النقوش الأثرية المتعددة في جل المدن النوميدية. كما سكّ العملة باسمه وباسم والده ماسنسن لتنظيم المبادلات التجارية  التي ربطته ببلاد الإغريق وجزر البحر المتوسط .

إنّ عهد الملك الأمازيغي مكوسن يعّد من أزهى العهود وأكثرها سلما واهتماما بمجالات الحياة (الاقتصاد، العمران)، وكل هذه الإنجازات جعلت المؤرخ كامبس (Camps) يعلق على عهد مكوسن قائلا :

” إنّ ثلاثون سنة من السلم جعلت من عهد مكوسن أكثر عهود المملكة نفعا إن لم يكن أكثرها بريقا”(15)

أما المؤرخ هشام الصّفدي فيُرجع ازدياد قوة المملكة النوميدية بقيادة مكوسن هي التي أثارت مخاوف الرومان(16).

4- وفاة الملك مكوسن وخلافته:

بعد وفاة كل من الملكين غولوسا ومستنبعل ، تكفل الملك مكوسن بابن هذا الأخير وهو الأمير يوغرطا (Jugurtha) الذي أعطاه تربية الأمراء إلى جانب ابنيه الأميرين أذربعل(Adherbal) و هيمبصال(Hiempsal)، وهنا يذكر سالوست صاحب كتاب “حرب يوغرطا”(17) أن الأمير يوغرطه كان ذو شخصية فذّة وكان يمارس الصيد والرماية وفقا للتقاليد النوميدية ، وكان يتفوق على أقرانه حيث لقبوه بـ: ” يوقرثن” أي المتفوق عليهم(18) وأضحى بذلك محبوب الشعب النوميدي، وهذا ما أثار مخاوف الملك مكوسن من خطر هذا الأمير على مستقبل ولديه الصغيرين فعمد في البداية إلى التخلص منه ثم عدّل على ذلك بسبب ردّ فعل الرعية، وفي تلك الأثناء أعلن الرومان الحرب على مدينة نومانس واستنجدوا بالملك مكوسن لمساندتهم، فوجد الملك فرصة للتخلص من ابن أخيه ، حيث أرسله على رأس كوكبة من  الفرسان إلى اسبانيا ليحارب إلى جانب الرومان لعّله يقتل في ميدان الحرب(19) وفي تلك الحرب اظهر يوغرطه مقدرة عسكرية عالية ممل جعل القائد الروماني سيبيون يشيد بجدارة يوقرثن الحربية وعبر عن ذلك في رسالة  شكر وجهها إلى الملك مكوسن ويعتقد بعض المؤرخين أنّها رسالة تحمل في طياتها ضرورة تبني الأمير يوقرثن انطلاقا من عبارة فيها سجلها لنا سالوست على لسان سيبيون ومفادها :

” إنني أهنئكم باسم صداقتنا فلديكم هنا رجل شرّفكم انتم وجدّه ماسينيسا“(20).

عند اقتراب أجل الملك مكوسن ، استدعى هذا الأخير حاشيته وابنيه والأمير يوقرثن وألقى على مسامعهم خطابا مطولا سجله لنا سالوست، ويعد بمثابة وصية ملكية فيها أعلن تبنّيه للأمير يوقرثن وجاءت العبارة كالأتي :

” يا يوقرثن بقد كنت صبيا بلا أب ولا آمال ولا ثروة عندما دعوتك لأن تكون وريث تاج العرش، وهذا يبرهن على محبتي إيّاك مثل ولدي…”(21)

وبعد ثلاثة سنوات توفي الملك وهو ما يوافق سنة 118 ق.م وحسب سالوست نجد أن التبني حدث في سنة 121 ق.م أي بعد 12 سنة من حرب نومانس ، وهذا  يبطل الرأي القائل باتّباع الملك مكوسن أوامر الحكومة الرومانية.

توفي الملك مكوسن في سن متقدمة وأقيم له حفل جنائزي يليق بقائد أمة ، أما عن قضية مكان دفنه فلم يثبت بعد، وسنتطرق إلى هذه النقطة عند الحديث عن نقيشة شرشال الملكية.

اجتمع الأمراء الثلاث في العاصمة سيرتا للنظر في شؤون تسيير المملكة ولم يتفقوا في ذلك بسبب احتقار أبناء مكوسن لابن عمّهم يوقرثن وأدرك هذا الأخير الخطر الذي ستتعرض له المملكة بسببهما ، ونتيجة ذلك اقتسم الأمراء الثلاثة كنوز العرش واختار كل واحد منهم إقليما يسيّره بنفسه(22) ، لكن يوقرثن لم يرض بذلك حيث قام بالقضاء على أبناء عمه بدءا بهيمبصال سنة 117 ق.م وأذربعل والجالية الرومانية بسيرتا سنة 112 ق.م وأصبحت المملكة تحت سلطته من جديد، هذا ما جعل روما تعلن الحرب عليه ابتداء من سنة111 ق.م والتي دامت لمدة سبع سنوات برز فيها يوقرثن بمقاومته للإمبريالية الرومانية ومطامعها الاستعمارية .(23)

II– الملك مكوسن في النقوش الأثرية:

1- لمحة عن النقوش البونية والليبية:

تعتبر النقوش الأثرية (Epigraphie) من أهم المصادر المادية للتأريخ في مجال التاريخ الأمازيغي القديم ، وعلى غرار مناطق أخرى من العالم القديم ، تبرز بلاد تامزغا باحتوائها على عدّة نقوش خلّدت عهود ملوك الأمازيغ خاصة في الحواضر الكبرى (المدن) وسُجلت هذه الكتابات على مختلف الأحجار وخاصة الحجر الكلسي بالخط البوني  إلى جانب الخط الليبي المحلي(24).

عثر العلماء على نقوش أثرية بونية-ليبية وبونية جديدة في جميع أرجاء البلاد المغاربية ، وبالإضافة إلى مدينة قرطاجة التي تحتوي على أكبر قدر من هذه النقوش، نجد العاصمة النوميدية ” سيرتا” حيث عثر في المعبد البوني بالحفرة (قسنطينة) على 278 نقش وذلك في سنة 1875، كما عثر في كالما (قالما) على 107 نقش وسطيف 39 نقش…الخ، وكلها مكتوبة بالبونية والليبية و البونية الجديدة (25).

تنقسم هذه النقوش الأثرية حسب طبيعتها إلى نوعين أساسيين:

النوع الأول: نقوش إهدائية والتي تحمل كتابات مهداة إلى الآلهة تقربا منها ونيل رضاها والاستعانة بها في قضاء المآرب ويتصدر الإله بعل-حامون وقرينته الإلهة الأمازيغية “تانيث” هذه النقوش لكونهما الإلهان الكبيران في هذه المنطقة، كما وجدت نقوش إهدائية على شرف الأغاليد والكهنة اعترافا لهم بالفضل والريّاسة (26) وهي ما سنتناوله في شأن الملك مكوسن.

أما النوع الثاني: فهي نقوش تذكارية جنائزية وهي غالبا ما تكون مطولة حيث تتناول عادة اسم الميت ومكانته الاجتماعية ثم تتطرق إلى مناقبه الشخصية وتختم نصوصها بصب اللعنات على كل من يحاول النيل من البناء الجنائزي)27( ومن أهم هذه النقوش الجنائزية : نقش معبد دوقا أو ثوقا ونقش شرشال ونقوش معبد الحفرة.

عرفت المرحلة الاستعمارية لشمال إفريقيا العثور على الكثير من هذه النقوش، وانصب العلماء والمؤرخون على دراستها وفكّ رموزها ومن أهمهم الأب شابو (Chabot) و جيمس فيفري (J.Février) ومرسي (Mercier) وقزال (Gsell)…الخ، وألفوا المجلدات والدواوين في هذا المضمار ومن خلالها قمنا باختيار خمسة نقوش ذكرت ملكنا الإغليد مكوسن وهي : نقيشة دوقا ، نقيشة سيرتا الملكية، نقيشة الملوك السّيرتية و نقيشة شرشال الملكية.

2- نقيشة دوقا الثانية الأثرية:

في حدود السنة العاشرة من حكم الملك مكوسن الذي يوافق سنة 139 ق.م(28)، أعطى الملك مكوسن الأمر بتشييّد معبد تذكاري تخليدا لوالده الإغليد ماسنسن ، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدينة دوقا أو ثوقا(29) (Dougga ;Thugga) هي إحدى المدن الهامة في المملكة النوميدية .

بعد اكتمال بناء المعبد، عُلقت على جدرانه لوحتين من الحجر الكلسّي مزدوجتي الكتابة بونية وليبية ، تناولت اللوحة الأولى أسماء الأعيان الذين شيّدوا المعبد، في حين كُتب في اللوحة الثانية النص الإهدائي الذي ذكر أسلاف الملك ماسنسن وابنه مكوسن حيث لقبوا جميعا بلقب” إغليد”.( أنظر الشكل رقم01).

الشكل (01): صورة للوحتين على جدران المعبد ، اللوحة الأولى إلى اليمين والثانية على اليسار وهما مكتوبتان باللغتين البونية والليبية
الشكل (01): صورة للوحتين على جدران المعبد ، اللوحة الأولى إلى اليمين والثانية على اليسار وهما مكتوبتان باللغتين البونية والليبية

يعود أول اكتشاف لنقيشة دوقا الأولى إلى سنة 1631 م إلى ما قام به الرّحالة توماس داكروس الذي أخذ نسخة طبق الأصل (Un calque) للنقيشة وقدّمها إلى أحد مواطنيه وهو العالم بيراز (Peirese) الذي انكّب على دراستها ، وبعد ذلك بحوالي قرنين من الزمن عمل السّير توماس ريد (Thomas Read) قنصل بريطانيا في تونس، على اقتطاع اللوحة الحجرية التي تحمل النص الجنائزي وحملها إلى بريطانيا ، وبعد وفاة القنصل وضعت اللوحة في المتحف البريطاني بلندن تحت رقم (494- 495) ولا تزال هناك إلى يومنا هذا)30(.

أما النقيشة الثانية فقد اكتشفتها مصلحة الآثار القديمة للإدارة الاستعمارية سنة 1905 ، ووضعت بعد ذلك في متحف باردو بتونس العاصمة(31).

بعد ذلك نشطت وكثرت أعمال البحث والتنقيب والدراسة للنقوش اللّيبية والبونية، وتعد الدراسة التي قام بها الباحث الفرنسي شابو (Chabot) من أهم الدراسات في هذا المجال وأصدر كتابه سنة 1940  بعنوان: (Recueil des inscriptions libyques) وهو مجلد كبير جمع فيه حوالي 1120 نقشًا ليبيًا وبونيًا ومنها حوالي 20 نقشًا مزدوج اللغة بونية – ليبية ثم ليبية ولاتينية(32). ومنها النقيشة الثانية التي درسها في هذا الكتاب ، وسنركز عليها من خلال ما ورد فيها من أسماء الملوك الأوائل لبلاد الأمازيغ.

نص نقيشة دوقا الثانية (33):

2

السّطرين الأولين من النّقيشة بالحرف البوني والليبي :

3

ترجمة إلى الحرف العربي من الكتابة الليبية :

  • ص ك ن / ت ب ج ج /  ب ن ي  / ف ش ن / م س ن س ن/  غ ل د ت / و ج ي ي / غ ل د ت/  و ز ل ل س ن/  ش ف ط
  • ص ب س ن د هـ / غ ل د ت  /  س ي س ح  / غ ل د  /  م ك و س ن

الترجمة العربية:

“شيّد سكان دوقا من بني فشن هذا المعبد للملك ماسنسن بن الملك قايا بن السوفيت زيلالسن، في السنة العاشرة من حكم الملك مكوسن”.(34)

ملاحظة: قمنا بوضع سطر تحت أسماء الملوك النوميديون مكتوبة بالخط البوني والليبي.

الأهمية التاريخية للنقيشة:

تبرز أهمية هذه النقيشة في عدة مجالات تاريخية وحضارية وذلك من خلال تأكيدها لعدة حقائق تاريخية وردت في الكتابات الكلاسيكية ومنها:

  1. جاء في النقيشة أنّ الأسرة النوميدية كانت أسرة أبوية وذلك لكونها ذكرت نسب الملك مكوسن إلى أجداده كقايا وزلا لسن الذين تداولوا على الحكم سواء بلقب ملك أو سوفيت التي تعني القاضي.
  2. يمكن أن نستشف من النقيشة السابقة، أن النّظام البلدي لمدينة دوقا في عهد مكوسن كان دقيقا ومنظّما ومراعيا لأصول الحكم النوميدي العتيق، وكان فيها مجلس للأعيان يقوده أشفاط ومختلف على التنظيم الاجتماعي القرطاجي في كثير من التفاصيل مما يسمح بالقول أنّ الـتأثير البوني كان شكليا والتنظيم الليبي كان هو الأصل.
  3. أكدّ نص النقيشة أسماء الملوك الأمازيغيون بالنطق الليبي الأصليّ (مكيبسا : مكوسن، ماسينيسا: ماسنسن، زلاسيس: زلالسن) وذلك بوجود اللاحقة اللّيبية حرف النون.

3-  نقيشة مكوسن السّيرتية:

اكتشفت هذه النقيشة سنة 1950 بمعبد الحفرة البوني بسيرتا (قسنطينة حاليا)، وتم حفظها في متحف سيرتا الوطني ولا تزال موجودة فيه إلى يومنا هذا، وقد صنفها المؤرخان شارلي وبرتيي (Charlier et Berthier) في كتابهما المعنون:

(Le Sanctuaire d’Elhofra) تحت رقم :64 ، لوحة 8 ، وقد كتب هذا النقش بالخط البوني على حجر كلسي أسود طوله 5 ,12 سم وسمكه 8 سم وارتفاعه 10 سم ، وقد شوّه السطر الأول منه ممّا صعّب قراءته(35).

صورة النقيشة الملكية على الحجر الكلسي الأسود(36) :

12

نص النقيشة بالخط العربي:

  1. …………………….( ل ا )
  2. د ن/ ل ب ع ل / هـ ق د ش/ ب ح
  3. م ش ل ي ر ح / م ف ع / ل ف ن ى
  4. ب ع س ر/ و ا ح د/ ل م ل ك م / م ك و ا
  5. س ن.

قراءة النص بأكمله (37):

  1. …………………( إلى المو)
  2. لى إلى بعل المقدس في
  3. الخامس من شهر مفع السابق (أو الأول)
  4. في السنة الحادية عشر للملك مكوا
  5. سن.

الفائدة التاريخية لنص هذه النقيشة:

تكمن أهمية هذه النقيشة الأثرية التي عثر عليها في العاصمة سيرتا ، كونها:

  • ذكرت النّقيشة أن الإله بعل البوني قد تمت عبادته في سيرتا بمعبد الحفرة ووصفته بالمقدس وهذا ما يدل على مكانته بين الآلهة البونية .
  • كذلك أكد نص النقيشة حكم الملك مكواسن في سيرتا ،كونها نُقشت في السّنة الحادية عشر لحكمه وهو ما يصادف سنة 138 ق.م، أي بعد تاريخ نقش دوقا السالف الذكر بسنة واحدة.

4- نقيشة الملوك السّيرتية(38) :

1

 فك رموز النقيشة بالحرف العربي:

  1. م ت ن ت / ا ش / ت ن ا / ب ع ل
  2. ى ت ن / ب ن/ ش ن ك/ ل ب ع ل
  3. ر/ ش م ا/ ق ل ا/ ب ع ش ر/ و ع م
  4. ش/ ل ى ر ح/ب ع ل ت/ ب ش ش ت/ ح م ش م
  5. م ت/ ل م ل ك ن م/ م ك و س ن/ و غ ل س ن/ و
  6. م س ت ن ع ب ا/ ا م م ل ك ت

قراءة النص بأكمله:

“نصب تذكاري شيّده بعلياتون بن شيناك لبعل ادير لأنه استجاب لدعائه، وكان ذلك في الخامس عشر من شهر بعلوات؟ من السنة السادسة والخمسين قبل بداية حكم الأمراء مكوسن وغلسن ومستنبعل”(39).

التعليق على النص وفائدته التاريخية:

النص أن تاريخ نقشه يرجع إلى ما قبل وفاة ماسنسن بـ 56 سنة أي إلى سنة 204 ق.م وهو التاريخ الذي إعتلى فيه ماسنسن عرش نوميديا(40)، كما أكد النص التسمية الحقيقية باللغة الليبية للأمراء الأمازيغ ( أبناء ماسنسن) وهم كالآتي:

  • ” م ك و س ن ” وهو اسم الملك ميسيبسا أكبر أبناء الملك ماسنسن.
  • ” غلسن” وهو اسم الملك غولوسا.
  • ” مستنبعل” أو مستن – بعل وهو اسم الملك مصتنبعل.

5- نقيشة شرشال الملكية :

تقديم النقيشة :

هي عبارة  عن حجر رخامي أبيض علوّه 30 سم وعرضه 23 سم ، وقد نقش عليه النص الجنائزي بالخط البوني الجديد (Néo punique) ويتألف من إحدى عشر سطر، وقد أصاب النقيشة كسر في الأسطر السّبعة الأخيرة ، مما أدى إلى اكتناف الغموض في أجزائها الأخيرة (41).

صورة للنقيشة :

2

قصة العثور على النقيشة :

كانت النقيشة ضمن ممتلكات معمر اسباني يدعى ماركدال (Marcadal) الذي كان يملك مزرعة عنب على بعد 2 كم غرب مدينة شرشال ( يول قديما)، وكانت هذه المزرعة موجودة في موقع مقبرة لم يتم حفرها بشكل معمق ، فكثيرا ما يعثر عمال هذا المعمر أثار قديمة ويتم بيعها إلى صانع ساعات في المدينة و كان من بينها هذه اللوحة الحجرية ، وعرضها هذا الصانع للبيع ، وقد اشتراها السيّد شميتر (Chmiter) وأصبحت ملكا له، إلاّ أنّه قرر فيما بعد تسليمها لتحف اللوفر وهي موجودة فيه إلى يومنا هذا.(42)

قام فيليب بيرجي (Philipe Berger) بدراستها فيما بين سنتي 1887 و1888 ووجد صعوبة كبيرة في فكّ رموزها وقراءتها.

قراءة النص كاملا باللغة العربية (43) :

  1. معبد ” كنام” حياة الأحياء Vie des vivants مكيبسا ملك الماسيليين
  2. المجيد أو المجد المهيمن على بلاد عديدة الملك المتسامح
  3. هو الذي نصّب هذا التمثال من أجل……………………….. قبر إزم
  4. ابن جاكوكتان ابن بوغوت ابن ماسينيسا، المكلف أو المنوط به أشياء مقدمة.
  5. ……………………………………………………………….
  6. …………………………………………..الذي هو على قيد الحياة
  7. ……………………………………………………………….
  8. ……………………………………………………………….
  9. ………………………الذين هم له إبان طول عمر فلان
  10. هذه البلدان التي تنتمي ….. النقيشة قام بوضعها أريس، ابن ن………

قراءة النص كما بينّه المؤرخ كامبس (Camps.G ) :

” مقدس جنائزي لأعظم الأحياء مكوسن ملك الماسيليين …” والمهدي إزم Y’ZEM يعلن نفسه ” خادم الإله” يهدي تمثالا ومعلما جنائزيا وأدوات عبادة للذكرى المجيدة لرعية الجلالة المرموقة والكمال الأسمى”(44)،”وهو إزم بن جاكوكتان بن بوغوت بن ماسينيسا….” (45)

أهمية النقيشة :

يكتسي هذا النص الجنائزي أهمية قصوى ، فهو يقدم لنا معلومات وحقائق تاريخية على عهد الملك مكوسن ومدينة شرشال الملكية ومن جملتها:

  • تبرز هذه الصفات شيئا من الطابع الألوهي باعتبار أن إزم خادم الإله غير مسمى الذي هو احتمالا الملك مكوسن المتوفى ذاته ، فالعبارة “أعضم الأحياء” واضح أنّها تنطبق على المتوفى وتكتسي طابعا ألوهيا حقيقيا.
  • كذلك يرى المؤرخ كامبس (G) أنّه من غير المستبعد أن تكون مدينة شرشال( يول) عاصمة للملك مكوسن ، وذلك استنادا إلى اهتمام هذا الأخير بهذه المدينة ، وعلاوة عن ذلك وجود ظاهرة تعدد العواصم لدى الملوك الأمازيغييون حيث كان للملك سيفاكس عاصمتين ( سيرتا و سيقا) ونفس الشيء للملك يوقرثن ويوبا الأول، فمن المحتمل أن تكون يول عاصمة ثانية للملك مكوسن بعد سيرتا.
  • كذلك أهميتها كونها أشارت إلى البعد الجغرافي (حدود المملكة النوميدية)، وأنّ هذه المناطق كانت بصفة قطعية تابعة للتاج النوميدي ودحضت تأويلات المؤرخين المحدثين الذين حصروا المملكة في الجهة الشرقية للجزائر حاليا وغرب البلاد التونسية ، ولم تكن هذه الجهة تابعة لمملكة موريتانيا كما ذهب إلى ذلك أندري بيرتي(Andrée Berthier) في مقالته (Nouvelle Recherche sue le Bellum Jugurthinium).

III – استنتاجات عامة:

  تعد النقوش الأثرية من أهم المصادر الموثوقة للتأريخ في مجال تاريخ وحضارة المغرب القديم ، لاسيما عهود الملوك الأمازيغيون وانجازاتهم في حقل الحضارة الإنسانية ، وقد أعطت بعض هذه النقوش المكتشفة بصفة تلقائية ! معلومات تاريخية مهمة جدا وقد توصلنا في دراستنا هذه إلى البعض منها :

  • تأكيد بعض النقوش الأثرية بصفة قطعية تواريخ حكم الملوك المغاربة كماسنسن و مكواسن.
  • أعطت هذه النقوش التسمية الحقيقية لبعض الملوك (م.س.ن.س.ن / م.ك.و.ا.س.ن/ غ.ل.س.ن)، وكذلك الألقاب الحكومية (غ.ل.د / ش.ف.ط) وأسماء المدن والقبائل.
  • الإشارة إلى الأنظمة الإدارية التي تسير المدن النوميدية مثل دوقا ومكثر وذلك بوجود مجالس للأعيان على رأسها أشفاط (Suffètes) أي القضاة ، وهو نظام قديم ومنه استمّد نظام ” تاجماعث” في منطقة القبائل.
  • إبرز المعالم الجغرافية كالحدود الجغرافية للمملكة النوميدية الموحدة ومجالها ( نقش شرشال).
  • الإشارة إلى الجانب الاقتصادي للمملكة وخاصة الأراضي الفلاحية والمنتوجات الزراعية المتنوعة.

خاتمة :

لا يزال الكثير من الغموض يكتنف العديد من هذه النقوش الليبية- البونية الموجودة سواء في متاحفنا أو مدننا الأثرية، وهي تحتاج إلى دراسة علمية معمقة قصد الوقوف على مضامينها التاريخية والحضارية ، ولاسيما أنها شواهد تثبت الحقيقة التاريخية بصفة قطعية على عهود ملوك الأمازيغ الحاكمين لبلاد تامزغا وانجازاتهم الحضارية . وفي الأخير أدعوا كل المهتّمين بالأصول الأمازيغية من مختصّين ومؤرخين الإقدام على دراسة هذا الموروث التاريخي لأجدادنا والرجوع إلى مادته في مختلف الدراسات التاريخية والاثنوغرافية المعمقة من أجل وضع حدّ للشكوك التي تساورنا فيما يخص هويتنا وأصالتنا في هذه المنطقة من العالم القديم.

أ.تيغرمين المجيد | باحث في التاريخ

الهوامش :

([1] ) محمد الصغير غانم ، ” نقيشة مسيبسا السيرتية ، دراسة لغوية تاريخية “، حولية المؤرخ ، العدد 3- 4 ، مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954 ،الجزائر  2005.ص: 15.
(2) Charl André Julien, Histoire de l’Afrique du Nord, Ed.Payot, Paris.1968.P :125.
(3)Haddadou  M.A, Guide de la culture Berbère, Ed. TALANTIKIT, Bejaïa.2010.P.323.
(4) سيفاكس : لا نعرف تاريخ ميلاده إلاّ أن تاريخ وفاته كان بروما سنة 201 ق، عندما تم شنقه من طرف الرومان في مدينة تيبور الإيطالية  وقد ورد اسمه بالبونية في عملته التي سكّها في عاصمته سيقا كما يلي:” سفك همملكت” أي سيفاكس الملك ، ولم تذكر المصادر تاريخ اعتلائه العرش الماصيصلي ، وقد وحّد بلاد تامزغا تحت زعامته واستمر حكمه لها حوالي 20 سنة ( 220 – 201 ق.م) حيث جعل كل من سيقا وسيرتا عاصمتين ملكيتين ، وطبق نظام اللامركزية في التسيير الإداري ، كما تجلى دوره أيضا في الوساطة بين طرفي النزاع الدولي         (الرومان والقرطاجيين) في المؤتمر الدولي بسيقا لسنة 206 ق.م وتصفه المصادر أنّه من أقوى ملوك شمال إفريقيا في تلك الفترة ،أنظر: السليماني أحمد، تاريخ ملوك البربر في الجزائر القديمة، دار القصبة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2007 ، ص: 87 – 88.
(5) Polybe, Histoire général, XXXVI, 16, collection de la Plèake, Paris, 1970, pp.1169 – 1170.
(6) محمد البشير شنيتي، “قضية السيّادة النوميدية من خلال المصادر القديمة”، مجلة التاريخ، معهد التاريخ (جامعة الجزائر)، العدد:5، الجزائر،1988 ص:38.
(7)محمد الصغير غانم ، المملكة النوميدية والحضارة البونية ، ط1، دار الأمة  للنشر، الجزائر: 1998
(8)Polybe, XXXVI, 16.18.
(9)محمد الصغير غانم، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، دار الهدى للنشر ، الجزائر ، 2003 ، ص: 131
(10) Salluste, la Guerre du Jugurtha, Trad. Par : Charl Durosoir, Ed. Librairie Garnier, Paris. (s.d), V, p.5.
(11) شعبان علي أحمد، السياسة الخارجية لمملكتي نوميديا وموريتانيا من القرن 3 ق.إلى 40 م ، رسالة ماجيستر في تاريخ المغرب القديم، جامعة الجزائر : 2009 – 2010 ، ص: 50.
(12 )Gsell Stéphane, Histoire Ancienne de l’Afrique du Nord, Ed. Hachette, paris.1913- 1928, VII, P.139.
(13 )Charl André Julien, Op.cit., p.125.
(14)  Salluste, XLVII, p.54
(15) Camps (G.), Aux origines de la berberie, Massinissa ou les débuts de l’histoire, Libyca.Alger, 1960 p.240.
(16)هشام الصفدي ، تاريخ الرومان ( في العصور الملكية – الجمهورية – الإمبراطورية حتى عهد الإمبراطور قسطنطين) دار الفكر الحديث، ط1، لبنان ،1967 ، ص: 227.
(17)كتاب حرب يوغرطه للمؤلف الروماني غايوس كريسبوس سالوستيوس ، تناول فيه أحداث الحرب النوميدية – الرومانية بزعامة الملك يوغرطه   وكتبه حوالي سنة 40 ق.م ، وهو الكتاب الوحيد في هذا المجال ، لكن رغم ذلك لا يخلوا من أحكام كسبقة شأنه شأن المصادر اللاتينية الأخرى التي تتميز بتطاولها على تاريخ المنطقة المغاربية.
(18 )Camps (G.) et Chaker(S.), «  Jugurtha », in encyclopédie berbère, Aix – en – provence, Edisud, 2004, p.3975.
(19 )Sahli(M.Ch), Le message de Youghourtha, éd. En-Nahda, Alger, 1968, p.43.
(20) Salluste, IX, p.8.
(21) Ibid., X, p.9.
(22) المجيد تيغرمين ، إستراتيجية  الملك يوغرطه في حربه  ضد الرومان ( 111 – 104 ق.م)، رسالة الماستر في تخصص دراسات إفريقية، جامعة خميس مليانة ، الجزائر: 2012 – 2013. ص: 51.
(23) علي أحمد، مرجع سبق ذكره، ص: 51.
(24) أطلق الباحثون في مجال اللسلنيات على اللغة الليبية ذلك الكلام الذي تداوله المجتمع المغاربي القديم منذ الألف الأولى ق.م، أي منذ أيام القبائل الليبية القديمة كالتحنو والتمحو ثم المشوش والليبوواستمرت في التداول بين أفراد قبائل الماصيل والماصيصل والمور، أنظر: العيساوي مها، المجتمع اللوبي في بلاد المغرب القديم ، أطروحة الدكتوراه في تاريخ المغرب القديم ، جامعة منتوري بقسنطينة ، الجزائر: 2009-2010 .
(25) البونية الجديدة : هي عبارة عن كتابة متطورة من البونية القديمة خاصة بعد سقوط قرطاجة سنة 146 ق.م وتختلف عن هذه الأخيرة في رسم بعض الحروف ، وقد تم نقش نصب شرشال بالخط البوني الجديد الذي سوف نتطرق إليه لاحقا. أنظر: غانم، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، دار الهدى للنشر، الجزائر 2007، ص: 126.
(26) غانم ، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، مرجع سابق،ص: 128
(27) نفسه، ص: 131
(28)محمد الصغير غانم،” الرموز الكتابية الليبية في شمال إفريقيا” ، مجلة التراث، العدد:10 ، الجزائر، 1999 ، ص:20
(29) دوقا أو ثوقا : هي من أقدم المدن الأمازيغية ، وتعود إلى القرن 4 ق.م وبها مباني كثيرة ومجلس للأعيان وكانت مهد أجداد الملك ماسنسن، وفيها ضريح على شرف ماسنسن ويوجد بها إلى الأن .أنظر: Gsell, (S.),A.A.N, T.VII, p.228
(30) غانم، الرموز الكتابية الليبية في شمال إفريقيا، مرجع سبق ذكره، ص: 11- 12
(31) نفسه، ص : 13
(32) نفسه.
(33) J.b.Chabot, Recueil des inscriptions Libyques, imprimerie nationale, Paris.1940.p : 3.
(34) مها العيساوي، المجتمع اللوبي من عصور ما قبل التاريخ إلى عشية الفتح الإسلامي، أطروحة الدكتوراه في تاريخ المغرب القديم، نوقشت بجامعة منتوري- قسنطينة- الجزائر 2010 وبإشراف الدكتور محمد الصغير غانم، ص: 292.
(35غانم ، ” نقيشة ميسيبسا السّيرتية” مرجع سبق ذكره ، ص:15.
(36) نفسه، ص: 14.
(37غانم،” نقيشة ميسبسا السيرتية ( دراسة لغوية تاريخية) ، مرجع سبق ذكره، ص: 17.
(38) غانم ، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، مرجع سبق ذكره، ص: 132.
(39) نفسه،ص: 133
(40)  نفسه.
(41) أحمد مولاي السليماني، المكنون الحضاري الفينيقي القرطاجي في الجزائر، منشورات مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر  1954، الجزائر.2007 ،ص.ص: 215- 216.
(42) السليماني، مرجع سبق ذكره، ص: 216(42)
(43نفسه، ص: 218
(44) كامبس غابريال، مرجع سبق ذكره، ص:347
(45السليماني، المرجع السابق،ص: 218

المصادر والمراجع :
الكتب :
بالعربية :

1 – غانم محمد الصغير، المملكة النوميدية والحضارة البونية ، ط1،  دار الأمة  للنشر، الجزائر: 1998
2 – غانم محمد الصغير، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، دار الهدى للنشر، الجزائر ، 2003
3 – الصفدي هشام ، تاريخ الرومان ( في العصور الملكية – الجمهورية – الإمبراطورية حتى عهد الإمبراطور قسطنطين) دار الفكر الحديث، ط1، لبنان ،1967
4 – السليماني أحمد ، المكنون الحضاري الفينيقي القرطاجي في الجزائر، منشورات مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر  1954، الجزائر.2007
5 – السليماني أحمد، تاريخ ملوك البربر في الجزائر القديمة، دار القصبة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2007.

بالفرنسية :

6- Camps (G.), Aux origines de la berberie, Massinissa ou les débuts de l’histoire, Libyca.Alger, 1960
7- Chabot) J.b), Recueil des inscriptions Libyques, imprimerie nationale, Paris.1940
8- Charl André Julien, Histoire de l’Afrique du Nord, Ed. Payot, Paris.1968
9- Gsell Stéphane, Histoire Ancienne de l’Afrique du Nord, Ed. Hachette, paris.1913- 1928
10- Haddadou  M.A, Guide de la culture Berbère, Ed. TALANTIKIT, Bejaïa.2010
11- Salluste, la Guerre du Jugurtha, Trad. Par : Charl Durosoir, Ed.Librairie Garnier, Paris. (s.d(
12- Sahli(M.Ch), Le message de Youghourtha, éd. En-Nahda, Alger, 1968
13- Polybe, Histoire général, XXXVI, 16, collection de la Plèake, Paris, 1970

المقالات :

14 – غانم محمد الصغير، ” نقيشة مسيبسا السيرتية ، دراسة لغوية تاريخية “، حولية المؤرخ ، العدد 3- 4 ، مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954 ،الجزائر  2005.
15 – غانم محمد الصغير،” الرموز الكتابية الليبية في شمال إفريقيا” ، مجلة التراث، العدد:10 ، الجزائر، 1999.
16 – شنيتي محمد البشير، “قضيةالسيّادة النوميدية من خلال المصادر القديمة”، مجلة التاريخ، معهد التاريخ (جامعة الجزائر)، العدد:5، الجزائر،1988
17- Camps (G.) et Chaker(S.), «Jugurtha », in encyclopédie berbère, Aix – en – Provence, Edisud, 2004, p.3975.

الرسائل الجامعية :

18 – علي أحمد شعبان، الساسة الخارجية لمملكتي نوميديا وموريتانيا من القرن 3 ق.إلى 40 م ، رسالة ماجيستر في تاريخ المغرب القديم، جامعة الجزائر : 2009 – 2010
19- تيغرمين المجيد ، إستراتيجية  الملك يوغرطه في حربه  ضد الرومان ( 111 – 104 ق.م)، رسالة الماستر في تخصص دراسات إفريقية، جامعة خميس مليانة ، الجزائر: 2012 – 2013
20 – العيساوي مها، المجتمع اللوبي من عصور ما قبل التاريخ إلى عشية الفتح الإسلامي، أطروحة الدكتوراه في تاريخ المغرب القديم، نوقشت بجامعة منتوري- قسنطينة- الجزائر 2010

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى