عمّار نڨادي… رجل ومحطّات تاريخية.

ولد “عمّار نڨادي” في 1943 بـ ثامروانت في الأوراس، كان رجلا صادقا آمن بالقضية الأمازيغية منذ شبابه ويُعتبر عميد المناضلين في المنطقة.

 يرجع لعمّار نڨادي الفضل في تمهيد الطريق للنضال الأمازيغي الأوراسي منذ السنوات الأولى للإستقلال في ستينات القرن الماضي حيث كان له الفضل في تكوين أول نواة من المناضلين الأمازيغ. أحسّ “عمّار نڨادي” بالخطر الذي يُهدّد هويته وثقافته الأمازيغية في أوراس خاصة مع إعتلاء النظام البعثي لكرسي الحكم وتكريس سياسته العروبية من خلال مدارس التعريب القسري التي فرضها النظام بمنطقة أوراس، فحاول المناضل الشاب مقاومة المدّ العروبي بتوعية محيطه ومن هنا كانت بدايته في مجال الأبحاث في التراث الشاوي وتوثيقه. نشاطه المناهض لسياسة التعريب المفروضة على شعبه جعلت منه شخصا غير مرغوب به.

تلقى عمّار نڨادي إبتزازات وتهديدات من طرف النظام أجبرته على مغادرة بلاده. سافر إلى فرنسا وكان واحداً من الأعضاء الشاوية القلائل الذين انخرطوا في الأكاديمية البربرية (agraw n imazighen) في فرنسا منذ نشأتها سنة 1966، وكان نڨادي من الأعضاء الأكثر نشاطاً فيها.

بعد سنوات من العطاء، غادر عمّار نڨادي الأكاديمية بسبب عدم توافق توجهاته وخياراته مع مؤسسها “محند أعراب بسعود”.

أنشئ أول مكتبة أمازيغية “أذليس أمازيغ – Adlis Amazigh” في بداية السبعينات بباريس وكانت مكتبته قبلة كل المهاجرين الأمازيغ الباحثين عن كتب ومعلومات حول هويتهم وثقافتهم الأمازيغية.

أسس فيما بعد “UPA” إتحاد الشعب الأمازيغي، الذي كان يهدف لتقريب وجهات الأمازيغ والعمل المشترك في إطار مشروع وحدوي أمازيغي.

أصدر مجلّة “أساغن – Asaghen” والتي تعني “الرابط” ابتداءا من سنة 1972 وكانت تهتم بالشؤون الثقافية الأمازيغية بصفة عامّة وعلى وجه الخصوص تطوير حرف تيفيناغ وترقيته بهدف إستعماله لكتابة الأمازيغية. للتذكير فإن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية IRCAM استند إلى أعمال عمّار نقادي في هذا المجال لوضع حروف التيفيناغ التي تُستعمل اليوم في التدريس بالمغرب وهي نفسها المستعملة اليوم على الأنترنت.

أصدر أول قائمة للأسماء الأمازيغية، وكانت تحتوي على أكثر من 750 إسم بين أسماء الذكور و الإناث.

أصدر أول تقويم أمازيغي سنة 1980 وبإعتماده على أبحاثه ربط هذا التقويم بإعتلاء “شيشنق” الأمازيغي عرش مصر الفرعونية.

على صعيد الأعمال الأكاديمية، قام عمّار نڨادي بتأليف العديد من الكتب والأبحاث في مجالات مختلفة كالتاريخ، اللغويات، والطوبونيميا والأنثروبولوجيا.  

وصيته قبل أن يرحل ذات ليلة باردة من شهر ديسمبر 2008، كانت أن تُهدى كلّ أعماله وكل مكتبته الخاصة لفائدة جامعة “هباثنت” (باتنا).

رحل عمّار نڨادي دون أن يرى حلمه في ترسيم الأمازيغية وتدريسها بحروف تيفيناغ يتحقق ولكن رحل وترك وراءه أجيال من الشباب تطمح وتعمل لتحقيق حلمه.

أطّصّ  ذي ثالويث  آي آرڨاز آمقران…  ثاروا نكّ أوش تتّون شا.

التحرير