سياسة

الراية الأمازيغية تصفع دعاة الفتنة مرة أخرى

دخل الحراك الشعبي أسبوعه التاسع و لا تزال المسيرات اليومية و الأسبوعية ترفض خارطة الطريق التي يحاول بقايا النظام فرضها و المتمثلة في تنظيم إنتخابات رئاسية يوم 4 جويلية القادم .
عرف الأسبوع ما قبل الأخير استعمال الشرطة لأول مرة للغاز المسيل للدموع و العنف المُفرط في التعامل مع المتظاهرين. حدث أعقبته موجة تنديد و استهجان كبيرة اجبرت رئيس اركان الجيش , الفريق قايد صالح على الخروج عن صمته و الإدلاء بتصريح جديد اكّد فيه على أن المؤسسة العسكرية ملتزمة بمرافقة مطالب الحراك الشعبي .
القايد صالح وجّه تهديدا مباشرا إلى رئيس جهاز المخابرات السابق الجنرال توفيق  دون أن يسميه و قال أنه سوف يتّخذ في حقّه إجراءات صارمة إذا إستمر هذا الأخير في نشاطاته “المشبوهة ” و اجتماعاته مع “جهات أجنبية” .
هذا التصريح الخطير يعكس صراع الأجنحة التي يدور رحاه في هرم السلطة بين مختلف الأجهزة التي لا تزال تتشبّث بالحكم.
نفس هذه الأجنحة لا تزال تواصل مناوراتها لأجل تقسيم الحراك و  إذكاء الفتنة الجهوية عن طريق “ذبابها الإلكتروني” .  يوم 16 أفريل نُسب تصريح للقايد صالح يدعو فيه إلى ” إحترام الراية الوطنية ” دون توضيحات أخرى لينتشر بعد ذلك  بيان مُبرك  للمديرية الوطنية للشرطة تعلن فيه أن “الرايات الأمازيغية ممنوعة في المسيرات” . مصالح الأمن سارعت إلى نشر بيان تكذيب تقول فيه أنها لم تدعُ لمنع الريات الامازيغية و أن البيان مفبرك .
جاءت جميع هذه الأحداث أسبوعا  قبل مسيرة يوم الجمعة 19 أفريل المتزامن مع الذكرى ال39 للربيع الأمازيغي و هو أمر يدل على أن هذه الأطراف تراهن على تقسيم الحراك عن طريق إستفزاز الأمازيغ و القبائل بصفة خاصة .
أثناء المسيرة الأسبوعية  يوم الجمعة 19 أفريل تم تسجيل حوادث كثيرة لمصادرة أعلام امازيغية من قوات الشرطة في مناطق متفرقة من العاصمة كما انتشر مقطع فيديو لمتظاهرين قاموا بطرد أفراد شرطة حاولوا نزع راية امازيغية كبيرة علّقها المتظاهرون على أحد الجدران .
يصعب إعتبار هذه التجاوزات مجرد تصرفات فردية من بعض عناصر الشرطة إذا علمنا أن الحواجز التي تم وضعها على مداخل العاصمة لمنع المواطنين من الإلتحاق بالمسيرة الأسبوعية تواصل للجمعة الثانية على التوالي .

الرايات الأمازيغية بقوة في ولايات الأوراس

التصرفات الإستفزازية لبعض قوات الأمن و الخطاب المُشيطن للرايات الأمازيغية لم يضعف ظهورها  بل أعطاها دفعا كبيرا بالعاصمة و منطقة القبائل و كذلك بالأوراس .
بكل من :  خنشلة , باتنة , ام لبواقي و تبسة  سجّلت الراية الثقافية الشاوية آوراغ ذوبركان (صفراء مع حرف ياز أمازيغي بالأسود )  حضورا قويا رفقة الراية الأمازيغية الفدرالية . كما حمل المتظاهرون لافتات تُحيي ذكرى شهداء الربيع الأسود ثافسوث ثابركانت بمنطقة القبائل .

 

أما بمنطقة القبائل فقد احتفلت الحركة الأمازيغية بالذكرى المزدوجة للربيع الأمازيغي و الربيع الأسود  على هامش المسيرة الأسبوعية للحراك و كذلك يوم السبت 20 أفريل في كل من تيزي وزو , بجاية , بويرة و بومرداس .
الحضور القوي للراية الأمازيغية  كل يوم جمعة رغم حملة التشويه الممنهجة التي تقوم بها “الميليشيات الرقمية ” هي صفعة قوية لهؤلاء المغامِرين ومن يقف خلفهم .
يوغرطا حنّاشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى