الفعالياتسـ تشاويث

مترجم : هكذا تكون ورشات الآمازيغية للأطفال (الجزء الثّاني : التسيير)

سبق وشاركت في تأطير عدد من الورشات منها ما هو للأطفال ومنها ماهو للبالغين. تجربتي مع الأطفال كانت منعشة، ومثرية، فأطفال اليوم أكثر ذكاءً وحيوية ونشاطا، وأكثر تعطّشا للتعلّم عندما تتوفّر الظروف والوسائل والأطر اللازمة … في هذه المقالة، سأحاول تلخيص عدد من النقاط الّتي أظنّ أنّ على كلّ المؤطّرين أو الأفراد الرّاغبين في تنظيم ورشة من هذا النّوع الانتباه لها ومراعاتها، من أجل نجاحها.

لمطالعة الجزء الأول من المقال إضغط هنا 

بداية الورشة:

من المهمّ جدّا أن يحضر المؤطّر قبل أن يصل الأطفال المشاركون في الورشة للتأكد من جاهزية الوسائل، وتنظيم المكان كما يجب. استقبال الأطفال ببشاشة يترك لديهم انطباعا جيّدا ويعفيهم من توتّر انتظار المؤطّر وما يصاحبه من تصوّرات سلبية عنه في حال تأخره، ناجمة عن تجاربهم مع بعض الأساتذة الذين لا يحسنون التعامل معهم في المدرسة. اللطف وحسن المعاملة عامل أساسي لكسب ثقة الأطفال.

لا تحاول أن تفرض النظام بصرامة في القاعة، الأطفال فوضويون بطبعهم، دعهم يتعرّفون على المكان خلال الربع ساعة الأوّل ويختارون مقاعدهم بأنفسهم. بداية الورشة يجب أن تكون بتكوين انطباع جيّد عن المؤطّر لدى الأطفال، أن يحبّوك أفضل بكثير من أن يخشوك.

هذه هي المراحل الّتي أتبّعها في تسيير ورشاتي:

بحكم تجربتي في التعليم منذ ستّ سنوات، وتأطيري لعدد من الورشات لنفس الفئة العمرية التي أتعامل معها في عملي، خلصت إلى أنّ منهجيّة أنصح باتبّاعها في نشاطات التّكوين من هذا النوع، ألخّصها في المراحل الخمسة التاليّة:

مرحلة التعارف: كسر الجليد بين المؤطّر والأطفال، وبين الأطفال فيما بينهم ضروري جدّا، أبدأ عادة بتقديم نفسي، ثمّ بالتعرّف على الأطفال واحدا بواحد، لا يستغرق ذلك وقتا كبيرا، بعد التّعارف وبحسب عينّات الأطفال المشتركين في الورشة أحاول تقديم ملخّص عمّا سنقوم به خلالها، وتعريفهم ببعض جوانب موضوعها؛ عموميّات عن الآمازيغية، وعن اللغة الآمازيغية وعن حرف تيفيناغ …

مرحلة التعلّم: بعد مرحلة التعارف والتعريف بمحتوى الورشة أحاول جذب انتباه الأطفال كاملا، وتقديم الدرس بمنهجيّة علميّة، وتعليمهم كل ما ينبغي أن يتعلّموه من الورشة. مع مراعاة عيّنات التلاميذ المشاركين ومعرفتهم السابقة باللغة الآمازيغية نطقا أو فهما أو كتابة.

مرحلة التطبيق: بعد استكمال الدّرس وبعد استراحة قصيرة، أمرّ إلى تطبيقات عامّة، يشارك فيها جميع الأطفال دون استثناء لاختبار مدى استيعابهم للموضوع، وتمرينهم على الكتابة والتذكّر. التفاعل مع التلاميذ وأسئلتهم هنا مهما كانت بسيطة ضروري، لأنّ التطبيق مرحلة هامّة جدّا.

مرحلة اللعب: وهي مرحلة استغلال المعارف المكتسبة من الدّرس وتطبيقاته في نشاطات مسلّية، أسمّيها مرحلة اللعب لأنّي أفرض نوعا من الانضباط في المرحلتين السّابقتين بينما تتحوّل القاعة إلى فضاء طفوليّ يمارس فيه الأطفال بكلّ حريّة هواياتهم في الرّسم أو الأشغال اليدوية مستغلّين ما تعلّموا تحت إشرافي وتوجيهي طبعا.

وتنقسم مرحلة اللعب إلى مرحلتين : الأولى فردية يشتغلّ كل طفل فيها منفردا على رسم أو تزيين لوحته أو ورقته، والثّانية جماعية يغنّي فيها الأطفال معا أغانٍ وأناشيد مبرمجة أو يمارسون ألعابا تعليمية جماعيّة.

مرحلة المكافأة: بعد المجهود الّذي بذله الأطفال، من الطّبيعي جدّا، بل والضّروري أن تتمّ مكافأتهم، ولو بشكلٍ رمزيّ، شخصّيا أنظّم مسابقات صغيرة من نوع : أحسن رسم وأحسن أغنيّة، وأحاول أن ينال الجميع جوائز رمزيّة قد لا تتعدّى قطعة شوكولاطة، أحيانا. لكنّ المهم أن يحسّوا بتميّزهم وتقدير المؤطّر لمجهوداتهم.

ملاحظات أخيرة:

أتمنّى أن أكون قد ألممت بالموضوع، الّذي حاولت أن أسجّل كلّ ملاحظاتي الشّخصيّة عنه، تعميما للفائدة ولتجنّب بعض الأخطاء التي لاحظتها، ولتنبيه المؤطّرين إلى بعض النقاط التي قد تغيب عنّا أحيانا، وأضيف هنا بعض الملاحظات السريعة التي فضّلت أن أطرحها على شكل نقاط مختصرة:

– من المستحسن أن ترصّ الطاولات على شكل حرف U (مربّع ناقص ضلع) لتحسين التواصل والتخاطب بين المؤطّر والتلاميذ، تقنيّة الصفوف المتوازية التقليدية تضعف التواصل، وتوحي للتّلاميذ بأنهم في القسم المدرسي، وذلك يؤّثر على تجاوبهم مع النشاط.

– استعمال عبارات الثناء وإثارة المنافسة بين المجموعات خاصّة خلال نشاطات التسلي أمر مهمّ جدّا، ويعتمد عليه تنشيط الورشة ومردودها على التلاميذ.

– الحدّ من دخول الغرباء، خاصّة من البالغين إلى الورشة، مهمّ جدّا فاندماج الأطفال في النشاط وتفاعلهم التدريجي مع المؤطّر لا يجب أن يقاطعه دخول أفراد غرباء قد يحسس الأطفال أنّهم هناك للعرض، ويوتّرهم ويحدّ من حريّتهم.

– ليس من الضّروري أن يتنقّل الأطفال إلى مكان آخر لتناول وجبة الغداء، شخصيّا أفضّل أن يتناولوها في القاعة المخصصة للورشة خلال استراحة تدوم تقريبا ساعة، وذلك حتّى لا يخرجوا من جوّ الورشة

– مهمّ جدّا أن يحرص المؤطّر على مراقبة الأطفال جيّدا، ويحول دون وقوع أدوات حادّة أو خطيرة بين أيديهم خاصّة الصغار منهم، كما أنّ خروجهم من القاعة (إلى دورات المياه مثلا) يجبُ أن يكون تحت الإشراف والمراقبة.

– عادة أقوم بتخصيص سلّات للمهملات وأحاول أن أحفّز الأطفال على استعمالها، لكنّي أتجنّب الصرامة فيما يتعلّق بالنظام وأفضّل ترك الأطفال على حريّتهم خاصة أثناء مرحلة اللعب، سيبعثر الأطفال قصاصات الأوراق في كلّ مكان، لكنّهم يساعدونني في نهاية الورشة على تنظيف القاعة وجمع المهملات، وهي الطريقة المثلى في تصوّري.

بطاقة تقنّية لآخر ورشة قمت بتنشيطها

لتسهيل مهمّة تحضير الورشة يمكنك أن تقوم بتحضير بطاقة تقنيّة تحتوي بعض التفاصيل المهمّة، التي يمكن أن تساعدك على تسيير الورشة كما يمكن أن تعتبر فيما بعد مثلا : آخر ورشة قمت بتأطيرها كانت على هامش يوم دّراسي أقامته جمعيّة ثاموسني بمدينة “زوي” ولاية خنشلة، بمساهمة موقع البوابة الثقافية الشاوية إينوميدن.كوم بتاريخ 27/02/2016 وكانت كالآتي:

بطاقة تقنية : ورشة تيفيناغ للأطفال

عيّنة الأطفال المشاركين: 30

الفئة العمرية : 09-13 سنة

عدد الذّكور : 03

عدد الإناث : 27

عدد الناطقين بالآمازيغية : 23

عدد النّاطقين بالدّارجة : 07

مدّة الورشة: يوم كامل (09:00 – 16:00)

المحتوى والأهداف:

– أن يتعلّم الأطفال حروف تيفيناغ

– أن يتعلّم الأطفال الأعداد والأيّام والألوان والشّهور بالآمازيغية

– أن تعرّف الأطفال على بعض عناصر الهوية البصرية الآمازيغية : العلم الآمازيغي، العلم الجزائري، العلم الشّاوي، حرف آزا، وضريح إيمدغاسن.

– أن يتفاعل الأطفال فيما بينهم ومع حرف تيفيناغ في جو مسلّي وتثقيفي.

الوسائل المساعدة :
مطبوعة تيفيناغ للأطفال (إضغط هنا لتحميل المطبوعة)
https://www.inumiden.com/ar/wp-content/uploads/2016/03/حروف-تيفيناغ-للأطفال-البوابة-الثقافية-الشاوية-إينوميدن.كوم.jpg

برنامج الورشة

09:00 – 09:30 التعارف والتعريف بالورشة
09:30 – 10:30 درس حروف تيفيناغ
10:30 – 11:30 تطبيقات وتمارين
11:30 – 12:00 نشاطات فردية (أشغال يدوية ورسم)
12:00 – 13:00 استراحة الغداء
13:00 – 14:30 مواصلة النشاطات الفردية (أشغال يدوية ورسم)
14:30 – 14:45 استراحة
14:45 – 16:00 نشاطات جماعية (أناشيد ومحفوظات)

ترجمة : ڨاسمي فؤاد

طالع المقال الأصلي على موقع إينوميدن.كوم : S tchawith : Amma ttilin isekwan n tmazight i yigurdan ( Amur wis sen: asguri) 

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى