سياسة

“شاوي حاشا رزق ربي…”

قاسمي فؤاد : مدون
قاسمي فؤاد : مدون

في مثل هذا اليوم (20 مغرس/مارس) من عام 2014، بمناسبة عيد النّصر، خرج بعض إيشاوين في وقفات غاضبة ضدّ تصريحات “عبد المالك سلّال” رئيس الوزراء الجزائري الحالي، ومدير حملة المرشّح الحرّ للرئاسيّات “عبد العزيز بوتفليقة” آنذاك، فيما كان أوّل حراك مسيَّس، مطلبي، منظّم لإيشاوين منذ عقود.

“شاوي حاشا رزق ربّي…”

تصريحات أقامت الدّنيا ولم تقعدها، دفعت بملايين إيشاويَّن يوم الانتخاب إلى صناديق الاقتراع لمناصرة الشّاوي “بن فليس” أو الشّاوي “بلعيد” ضدّ بوتفليقة وشلّته، في استعراض لمنطق “آخنفوف” (النيف) البدائي، وتبيان لا يقبل النّقض لسذاجة سياسية أبدتها مرارا وتكرارا جحافل أشباه النّخب، والوصوليين، والمتسلّقين والموالي من ءيشاوين الذين سيطروا لعقود على المشهد السياسي الآوراسي الكبير، قادت نهاية إلى ما أراده النّظام، وما حصل عليه عند كلّ مناسبة انتخابية من ءيشاوين؛ أعني نسبة تصويت عالية .. عالية جدّا هذه المرّة.

قليلون هم من نادوا والتزموا بمقاطعة الانتخابات الرئاسية 2015 من النّخب إيشاويَّن، فكثير من البربريست وقفوا مع “بن فليس” المحامي العروبي الذي نعلم كلّنا، موقفه من الآمازيغية في قلب الأزمة، وميوله القومية العربية المصرّح بها، من منطلق أنّ “آغيول نّغ ڨيف نييس نيوذان” (حمارنا أفضل من حصان الآخرين).

بعد انضمام كمّ هائل من ءيشاوين جهرة وفي السّر إلى حملة دعم بوتفليقة، وأكلهم للكاشير في رحلاتهم الماراطونية إلى العاصمة مرارا وتكرارا، تفرّغت الأغلبية السّاحقة من البقية الباقية، وعلى رأسهم حركات تحسبُ على الـ”بربريست”، لدعم (مرشّحيـ)ـهم الّذين لم يكونوا يوافقونهم في أي من طروحهم السياسية ولا الفكرية، ولا جلسوا حتّى مع ممثليهم وتلقّوا وعودا .. بترسيم الآمازيغية مثلا !

هذه الحركات و”العشائر السياسيوية” متمثّلة في أشخاص قدامي “الڨُيَّادْ” و”بائعي القضايا” بالجملة والتقسيط أصبحوا بعد ردّ الفعل الاعتباطي هذا، وبفضل إعلام “زوز دورو” المأجور “المبيوع المشري”، روّادا وقوادا وناطقين باسم ءيشاويّن، بل إن أحدهم خرج في نهاية المهزلة الانتخابية وبارك الشفافية والمصداقية التي توّجت بفوز بوتفليقة، ثم عاد زاحفا إلى جحره، وسط صمت الأوساط “النضالية” الآمازيغية، المعتاد لاعتبارات لا أدري أشخصية كانت أم سياسية نابعة من دهاء وفطنة لا يعلمها إلّا الله.

ليعود بعد برهة من الزّمن “حميّود إلى المعهود” وينكفي آمازيغيّو آوراس آمقران على وجوههم في شؤونهم، لا يرفعون رؤوسهم إلّا بين الحين والآخر، لأخذ صورة مع العلم، أو حضور مأدبة، أو السفر وملئ الكراسي في محافل الإخوة، أو سبّ هذا أو ذاك، أو إصدار فتوى بحقّ مهرطق ما من شباب آوراس، قرّر أن يعمل ذهنه.

نام أهل الكهف في الرّواية، واستفاقوا بعد أن لبثوا حينا أو بعض حين، فمتى سنستفيق؟!

قاسمي فؤاد – مدوّن |إيمي ن ييس (قايس)، آوراس

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى