أقلام حرّة

نظرية مثقفي التماهي و تبعاتها الخفية

يا حجر أبناء الصخر A yaḥdir n tarwa n teẓrut
يا من صار بدرا في ليل القلوب  n wulawen Ad  iwellan d taziri deg iḍ
يا من يسترجع القلوب       A yaḥdir ad d-yu3an tamurt
ويرحل القحط بالدموع    yimeṭṭawen    Ad yeksen luɣeṛt s 

-المقطع الشعري قديم لذا أعتذر عن صبيانته و عن الترجمة العربية الغير معبرة عن شمولية المعني المراد في النص الشاوي .

-الأمثلة الساخرة عن عينات التماهي أدبيا من إنتاجي فكسلا مني لم أجمع إبداعات الشباب المشار إليهم لذا أعتذر أيضا .

من يقود من ؟المثقف يقود القطيع أم القطيع يقود المثقف (القطيع و الأعلاف) إشكالية حيرتني.

ميلاد النظرية

لقد أشار الصديق و رفيق المسيرة يوغرطا حناشي في مجموعة من مناشيره الفايسبوكية الساخرة الى مراهقتية بعض الأدباء المعربين و سماجة أسلوبهم الخواطري أوكما يسميه الإستمناء الفكري أو الذهني حسب الترجمة و أكثر ما أثار الرفيق كان التماهي و مشتقاته الثابتة في كل نصوصهم بل لأيام كان التماهي مدعاة سخرية و تنكيت للكثير من متابعيه بل صارت هناك إبداعات ساخرة بل و إستعراضية للقدرات الإبداعية لهؤلاء الفايسبوكيون ك “بتثاقل خطواته الراسمة للآثار على ملامح الشاطئ حيث يتماهى الكاتب بكينونته مع حبات الرمل حتى تصير روحه حدودا و علامة للبحر” أو “حين يتماهى مع قطرة الندى على شفاه كأس النبيذ حتى يصير الكأس كونا مجردا حاملا لأسمى معطيات الحياة” و دون نسيان التماهي مع العشب في المراعي أو التماهي مع سواتر الليل أو رسل الشمس المشعة و حتى التماهي مع الكرسي في المكتب و التي تبدو جادة و ذات معنى أكثر بكثير من متماهيات أدبائنا المتماهين مع كل شيء بل و اللا شيء أيضا.

نتائج التماهي المحلي

حين يتماهى أدبائنا مع كل شيء يكون الإبداع بعيدا عن أعمالهم فأنا أعتقد كشاعر فاشل أن تناقض لوركا مع كل ماهو سائد ما جعل منه مبدعا قد يقال هذا تماهي استلابي مع واقع غريب عن قيمنا نابع عن عمالة لمستعمرتنا مع نصب التاء السابقة أجد نفسي مضطرا لذكر لا تماهي كاتب ياسين الكبلوطي الدزيري أبا عن جد كالعادة .

فعقدة التماهي و تبعاتها ما يجعل من الشاوي الذي لم يتعلم العربية الا كلغة ثانية معرب بالاسلام فاعل تحت سطوة متناذرة المعتنِق الجديد فتجده إما داعشيا و إما قوميا تحت و طأة  عقدة الأنديجان مسترجعا لحقب الروْمنة المترجمة حرفيا و على غير المعتاد دون تنقيح أو تصرف ليتعامل بدونية أو تجريم لكل رافض للتشريعات المكرسة عرفا على ضوء تعليمات مبطنة أو المكرسة من السينا بإنتخابات علنية تحت قبة البرلمان و يصير المتماهون كالقديس أغسطين صاحب عقيدة التعذيب في الكنيسة الرومانية ختم الشرعية لإبادة المجدفين المحليين عقديا و سياسيا و يكون المبدعون بالبنط العريض كأبوليوس زنادقة و متمردين تجند للحد من طروحاتهم و إبداعاتهم كل قوانين العقوبات المتاحة و الغير متاحة و يصل الأمر و دون مبالغات السخرية المعتمدة سابقا الى محاكمتهم بتهم السحر و الشعوذة.

وعودة لمثال لوركا اعتقد ان نزوع ادبائنا للتماهي هو نتاج  لوهم الخلود فاستشهاد لوركا و محاكمة ابوليوس دون نسيان الاغتيال الجبان لنيرودا يجعل من التماهي حيز حماية من الموت و التضييق على الحريات الفردية بمحاكمات وهمية و هذا يبرز عند احد شاويينا المشهور بالنزق و ثورة الصراحة و التمرد المبدعة في نصوصه المتنصل و بكل صحة وجه من معتقداته الدينية امام اعوان امن افتراضيين و امام كاميرات تسجل الوقائع لتبثها في حصص ترفيهية في حين مواطنين بسطاء بل بسطاء جدا تحت ضغط كافة الاجهزة الامنية المتوفرة و مقابل تهديدات مموهة و صريحة يتشبثون بعقائدهم و يثبتون عليها ,و انا لا اتحدث هنا عن شاحذي لقب الزندقة فايسبوكيا بل اتحدث عن كفار بفتاوى رسمية .

التماهي المطلق و المقيد

حين يتماهى ابن عربي مع الكون و الخالق يكفر فالتماهي مع السنن الكونية و الوعي المتسامي كبيرة مخرجة من الملة و حين يتماهى أدبائنا مع كل شذوذ و تشوه في الشبكة الزمان-مكانية يصيرون نخبة ,أي أنني لست ضد التماهي مع الواقع العلمي و الفكري الثابت بدلائله لكن لا أعتقد أنه يمكنني التماهي مع أوهام تأصيلها الوحيد هي سطوة الأوليغارشيا العالمية ,فالتماهي مع جراحات تنزف يكون فطريا لكن التماهي مع النصل المتقاطر دماء يبدو خروج دائم أو مؤقت عن كل المقومات المعرفة للجنس البشري لكن حين تلعب الجهات الصانعة و المركبة للوعي المكتسب على البواطن و الظواهر على القيم و الاولويات بتداولية تكسب المرونة لأي مبدأ فتضرب الواقع بالواقع و القضية بالقضية ,فكمثال معاش آنيا حين تستغل جهات نافذة القضية الفلسطينية لضرب القضية الامازيغية في بلاد اشاوين تحرمني انا المتصالح مع ذاتي و المتماهي مع مبادئي من التضامن مع قضية انسانية عادلة درءا للشبهات و قد يعترض أحدهم و يؤكد أن الجموع الغفيرة التي شاركت في مسيرات غير مرخصة كانت دوافعها إنسانية فردية فالرد غالبا كان سيكون ساخرا لكن لمأساوية الوضع أذكر أن الخروج العفوي بين قوسين رفضا لنقل سفارة أراه أقل بقليل أو غير قايل للمقارنة مع انعدام تام لأي تجمعات عفوية أو أمرية تضامنا مع ضحايا التهجير و القتل و الاغتصاب الجماعي في بورمانيا أي أن الضمير الذي يصحو و ينشط و ينشط بكسر الشين على و قع امضاءات بروتوكولية على أوراق بدوافع اما ذات صلات انتخابية محلية أو اجرائية لتعفين الوضع الامني و السياسي في الشرق الأوسط أو على الاكثر محور طنجة جاكرتا و لا يصحو و إن صحا فهو يبقى متدثرا بفراشه رغم صرخات المقهورين في حقهم في الحياة و إن كان الأمر متعلق بإنشاء بؤر توتر شبه داعشية ونقل التجربة الشرقأوسطية إلى تخوم الحدود الهندية و الصينية يعني في أقليم يمثل نصف سكان العالم ,دون التفصيل في قرارات البرلمان التشريعية العنصرية التي تمس الإستقرار و الوحدة الوطنية و تبعاتها التي ستكون ذات امتدادات على كل المساحة الشمال إفريقية والتي قوبلت الإحتجاجات عليها بالقمع البوليسي و الإزدراء الشعبي .

و هامشا على الحرمان من التعبير التضامني مع القضايا العادلة إن الأساليب المتبعة لضرب الحراك الأمازيغي في بلاد إشاوين و التي تجعل من شيوعي متقاعد مثلي يتحفظ قابضا على جراحاته فهي تجعل بعض الشباب النزق الغير ناضج اديولوجيا يصل به الحد إلى العداء المعلن و المفعل لهذه القضايا و هذا خطر على إنسانية هؤلاء الشباب أولا دون التغاضي عن ضرب ما يوجع القوى الرجعية إياها من الحراك الأمازيغي أصلا و هي أطره التنويرية التقدمية و مطالبه الحقوقية الديموقراطية أي أن مشكلتهم ليست مع اللغة بل مع القيم المحمولة و حين يتمكنون من إركاب الخوانجية على القضية بالإزعاج العلمي أو العواطف الإيمانية الضبابية حينها فقط سيتم تفعيل دستورية اللغة الأمازيغية بمراسيم و قوانين عضوية , ولي في أحد مناضلي الماك المتطرفين أسوة فحين يستقيل رغم تمسكه بمشاريع و طروحات الحركة بسبب زيارة فرحات الى إسرائيل مع عدم إنتمائه لا للعرب و لا للمسلمين بل فقط لأنه مناضل ذو خلفية تقدمية مؤمنة بحقوق الإنسان كل الانسان دون تصنيفات إختزالية أجد أن النضال الحقيقي هو نضال قيم ضد تكريس اللا قيم و الاخلاق الواعية مقابل الاخلاق الجاهزة و المصنعة تحت الطلب الاستراتيجي لنفس القوى الرجعية.

توضيحات ختامية

سييتفاجأ أكيد البعض من موقفي لا من أدباء التماهي بل من مواقفي التضامنية و هناك من سيتهمني بالسياسوية و الشعبوية و محاولة تلميع صورة المطلب الأمازيغي أو سأتهم من طرف آخر باللتراجع والتماهي مع الطروحات الرسمية ,للفئة الأولى أقول أن أول مقطع شعري بالمطلق كتبته بلغتي الأم كانت تتماهى فيه إنتفاضة الأقصى و الربيع الأسود أيام حركة المواطنة دون ضغوط لا منفعية و لا قهرية و المقطع أعلاه هو المقصود و لم أتخلى عنه أو أهمله رغم صبيانته و الضغوط من طرف بعض الميليطوز المطلعين عليه و هذا تأكيدا على أصالة مواقفي و الثابتة منذ زمن المراهقة الفكرية و بدايات رحلة تأملاتي الغير منتهية  أما الفئة الثانية فيكفي الإطلاع على مقال بعنوان “مسيرة ثباثنت,قراء في الحدث” ليتأكدو من التماهي المتوازن مع ضميري و مبادئي المتحمل للمسؤولية أمامها و حدها و غير عابئ مطلقا بالصور المنمطة أو الأراء الجاهزة لمن هم مفارقون لمجالي المورفولوجي فقضية الانسان عندي هي قضية الانسان و الأقربون أولى بالمعروف.

لكن يبقى تماهي مثقفينا المجاني و الآلي مع كل طرح رسمي أو عرفي تتبناه الأغلبية أو ذو مردودية تسويقية أقل بكثير من تماهي التنويريين القادرين بجرأة على نقد كل التراث الديني المتفرع و المتشعب المتراكم لخمسة عشر قرنا و تفكيكه و العجز الذاتي الراجع لغرائز قطعانية راسخة على نقد أو تفكيك تراث الوطنية الأوحد و المتوارث لنصف قرن أي أن بعض المتنورين تقطع عليهم كل مصادر التريسيتي عند أول منعرج تمحيصي مع العلم أن الذنب ذنب سونلغاز وليس لدوغمائية متحجرة و لا لرؤى اقتصادية لمجالات التسويق و أكيد لا علاقة له  بالفوقية العنصرية العازلة للكهرباء.

موح-ترّي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى