الرّسم والنّحتبورتريهات

محطات من حياة الفنان التشكيلي الشّاوي شريف مرزوڨي

بحلول اليوم الرابع من الشهر الرابع من هذه السنة، تمر 25 سنة عن رحيل الفنان التشكيلي الجزائري شريف مرزوڨي. جمع المرحوم بين أكثر من لون فني ولكنه وجد في الريشة أفضل وسيلة لتصوير الحياة على قماش أو ورق، وهو العاشق حد الهيام للطبيعة والحياة البسيطة. في هذه الوقفة محطات من حياته وشهادة عنه.

محطات من حياة المرحوم :

  • ولد  شريف مرزوڨي -حسب شقيقه سعيد- يوم 29 جانفي 1951 بدائرة جامعة (واد سوف) وسجّل يوم 08 فيفري من نفس السنة بقرية “أمنطان”، بلدية تيغرغار (هباثنت)، موطن أجداده. وقد كانت العائلة تعيش حياة الترحال بين قرية أمنطان (جبال أوراس) صيفا وبلدة جامعة (الصحراء) خلال فصل الشتاء.
  • تنقل إلى مدينة  هباثنت (باتنا) سنة 1953؛ حيث نشأ بها، ودرس الابتدائي بمدرسة الأمير عبد القادر والثانوي بثانوية الشهيد مصطفى أوبولعيذ.
  • استدعي سنة 1975 لأداء الخدمة الوطنية بحسين داي (الجزائر العاصمة).
  • عشق الفقيد الرسم، التصوير الفوتوغرافي والموسيقى (العزف على آلة الڨيتارة).
  • في سنة 1969 التحق بمدرسة الفنون الجميلة التي كانت تقع بمتحف “سيرتا” (قسنطينة) وتخرّج منها سنة 1972؛ أين نال شهادة الكفاءة في فن الرسم، بعدها سافر إلى الجزائر العاصمة لتكملة دراسته الفنية بمدرسة الفنون الجميلة؛ حيث تحصّل على الشهادة العليا للفنون الجميلة في سنة 1974.
  • ساهم في تأسيس ملحقة مدرسة الفنون الجميلة بهباثنت سنة 1987.
  • أشرف المرحوم على ورشة الفنون التشكيلية بدار الثقافة لمدينة هباثنت لعدة سنوات.
  • من أعمال الرسام: «غوفي»، «سطوح أمنطان»، «راعي الغنم»، بورتريه الشهيد «مصطفى أوبولعيذ» الذي تحصل بفضله على الجائزة الأولى سنة 1978 في مسابقة الرسم بهباثنت، وفي سنة 1983 نال الجائزة الأولى في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بـ “ثاڨست” (سوق أهراس) عن لوحته «العرس»…
  • نظّم عدة معارض بقاعة «الموقار» بالعاصمة، مقر الإتحاد الوطني للفنون الثقافية بالعاصمة، فندق الأوراسي، قصر الشعب..، كما شارك في عدة معارض فنية بمدن: أريس، “ماكومادس” (أم البواقي)، بوسعادة و “سيرتا”، في الفترة الممتدة بين 1981 و1988.
  • أخرج الفقيد فيلما تصويريا بعنوان «الصراع القبلي» بين أمنطان العلوي وأمنطان السفلي.
  • له عدة لوحات معروضة برئاسة الجمهورية وبإقامة الدولة ببوسفر (وهران).
  • أنجز المخرج رشيد بن إبراهيم فيلما عن أعمال الفنان سنة 1982.
  • شارك الفنان بلوحاته كما صمّم غلاف كتاب الكاتب الفرنسي فيليب تيرياز الذي يحمل عنوان: «تجوال في الأوراس» الصادر عن منشورات نوميديا بـ “ثيط ن تمليليث” (عين مليلا)، سنة 1986 «en flânant dans les Aurès».
  • توفي الرسام يوم 04 أفريل 1991 بمستشفى عين النعجة (الجزائر العاصمة).
  • خلّده المطرب عميروش بأغنية مؤثرة، كما رثاه الشاعر عبد الكريم بروثن بقصيدة معبّرة.

شهادة الحالم الذي لم يكف عن المقاومة :

شريف مرزوڨي، كان محطة هامة في حياتي؛ حيث ساعدني على اكتشاف ذاتي من خلال ألوانه ولوحاته التي كانت تعكس جزءا من طفولتي. من خلال أعمال هذا الرجل الفنان أدركت شيئا هاما، وهو أننا نستطيع إعادة بناء ذواتنا ونتصالح مع أنفسنا، كما أنه يمكننا أن نعيد شيئا من ماضينا ونحتفظ به في قالب فني ونضمن وصوله إلى الأجيال التي تأتي بعدنا.

لقد كانت فترة الثمانينيات فترة هامة؛ حيث عايشت عن قرب أحاسيس وأحلام الشريف، الفنان الحالم دوما. كان روحانيا أقرب إلى المتصوفين رغم ما كان يعانيه من ذلك المحيط القاسي والمتمثل في أشباه المثقفين والمتطفلين وكل أولئك الذين لا همّ لهم سوى الفوز أو الظفر بمنصب أو إرضاء رجل سلطة.

وحده كان الرجل يناضل بريشته ويقاوم كل تلك السياسات التي أراد أصحابها تشويه الهوية الجزائرية وفرض قوالب جاهزة هي من نسج خيالهم المريض. لقد ساعدني هذا الفنان العظيم في بناء فرقة «ثازيري» للغناء، وشجعني حينها كثيرا، بل حتى أنه ساهم في شراء الآلات الموسيقية التي كنت في حاجة إليها. حينها كان “شريف مرزوڨي” بمثابة منارة أرشدتنا إلى الاتجاه الصحيح، فرفعنا الشراع وأبحرنا نحو المستحيل، ولم نكن حينها نحمل شيئا بين ضلوعنا سوى حلما جميلا؛ حلم العودة إلى منابع هويتنا.

تعلمت من هذا الفنان كيف أنظر إلى الأشياء بعين مملوءة بالمحبة، لقد كان يؤمن بما يفعل وتمكن من المساهمة في إعادة أجزاء هامة من ذاكرتنا الجماعية وسيبقى هذا الرجل بصمة مميزة في تاريخ المنطقة.

الفنان : سليم سوهالي | هباثنت

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى