بورتريهاتفيديوهات

حصري: “في قلب كنز” وثائقي حول معالم من آوراس [فيديو]

حسين ضيف الله : في قلب كنز
حسين ضيف الله : في قلب كنز

الوثائقي القصير، عبارة عن مشروع تخرج من المعهد الوطني للتكوين المهني المتخصص في السمعي البصري، بـ”آيث فايت” (ولاد فايت) التابعة إداريا للعاصمة، للطالب : “حسين ضيف الله” (دفعة 2015) ابن مدينة “يخف نهيطاوين” (راس لعيون) الذي اختار على صعوبة العمل، ووعورة تضاريس الأماكن التي قصدها، وصور بها، وقلة الإمكانيات، أن يهدي أول أعماله إلى وطنه. في قرابة 14 دقيقة، يحملكم الوثائقي القصير: “في قلب كنز” (au cœur d’un trésor) في رحلة بعيون شاوية، بين زوايا من زوايا بلاد إيشاويّن المبهرة. من “غوفي” إلى “هيمسونين”، “منعة”، “آيث موسى”، “باغاي”، “إيمدغاسن”، “ثاموڨادي، “زانا”، ” ثم إلى “شليث”.

العمل على بعض الهفوات التقنية التي لاتكاد تلاحظ، والتي يعود أغلبها إلى نقص المعدات، إلّا أنه نجح أيما نجاح في قبض بعض من روح آوراس آمقران ونفخها في صور ومقاطع وموسيقى تصويرية، لم يكن ينقصها إلّا تعليق بلغة آوراس، لكنّ بعض العذر يمكن أن يلتمس إذا ما علمنا (وكلنا نعلم!) أنّ ظاهرة “رهاب الآمازيغية” (l’amazighophobie) المتغلغلة في لاوعي الشعب المغلوب على أمره، والمتمكنة من جميع إدارات الدولة، “قد” تطيح بأمل الطالب الشاب في التخرج أرضا، وبناء على ذلك، أظنّ، كان القرار بالتعليق باللغة العربية.

لا يخلوا التعليق –الفصيح–  من بعض أخطاء، وتكرارات، إلّا أنّ المشروع بوصمه “مشروع تخرّج” قد حقق ما لم تستطع كثير من الوثائقيات الممولة بأموال الشعب (المعروضة مناسباتيا على قنوات التلفيزيون الرسمية) العارية عن التقنية (technicity)، مبتذلة المواضيع، المفرغة صورها من كل معنى، والملغّمة تعاليقها بما لذّ وطاب للـ”رسميين” من مغالطات ونكت. قلّة الخبرة، ربّما، ونقص العتاد والإمكانيات، بكلّ تأكيد، كانا أكبر عائقين في سبيل إنجاز هذا الوثائقي، لكنّ وضوح الأفكار الصارخة انتماءا إلى ثامورث نيشاوين، وعناية صانعه واهتمامه بالتسميات الآصلية الأمازيغية للأماكن، عوض الأسامي المشوهة المسخ التي أرادتها الإدارة، وإصراره على إبراز القضايا والجرائم المقترفة بحق الهوية الأصلية الأصيلة لهذا البلد، وتركيزه على نواح جمالية في مواقع التصوير، بتقنية محكمة غالبا، وإخلاص تام للموضوع. يضع “مشروع التخرج” هذا في المقدمة، متفوقا على كثير كثير من الأعمال “الاحترافية” التي أنجزتها قنوات رسمية عامة وخاصة، في نفس الأماكن.

تبقى مواهب إيشاويّن، دون عون أو توجيه، مهدورة بين قلّة الإمكانيات، وصعوبة السير في طرق آوراس الوعرة المليئة بالألغام والأشواك، ولكنهم لا يستكينون ولا يستسلمون.

وثائقي “شاوي” يستحق المشاهدة

ڨاسمي فؤاد

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى