بورتريهاتفيديوهات

عباس يَبّي آفرْ نَّسْ العالِم الأمازيغي [فيديو]

عباس بن فرناس أو عباس يَبّي آفرْ نَّسْ بالأمازيغية وتعني “عباس الذي قطع جناحه” ويمكن أن ترجع هذه التسمية لمحاولته الشهيرة للطيران سنة 880م حيث إستعمل أجنحة خشبية مغطاة بالحرير وريش الطيور. تجربة لاقت نجاحا نسبيا حيث تمكن عباس ذو السبعين عاما من التحليق لمدة قبل أن يسقط ويكسر ضلعين بسبب تضرر أحد جناحيه.

هو عباس بن فرناس بن ورداس التاكرتي الأندلسي، مهندس وفلكي وفيزيائي وكيمياوي وعالم رياضيات.، عاش في القرن التاسع ميلادي في قرطبة، حيث أبدع في مجالات علمية متعددة كان نتاجها تقديم نخبة من أهم المخترعات في تاريخ الإنسانية والتي ما زالت تلعب دورا مهما في حياة البشر في يومنا هذا.

ورغم أن اسم ابن فرناس ارتبط بمحاولته الجريئة للطيران قبل ألف عام من بدء إرهاصات الإنسان الحديث للطيران، فإن اختراعه للزجاج الشفاف وعدسات تصحيح البصر وقلم الحبر والساعة المائية وتطويره لطريقة رصد الأفلاك والأجرام السماوية لا تقل أهمية عن تجربته في الطيران.

درس بإمعان حركة أجنحة الطيور عند طيرانها، واستخدم مهاراته الحسابية في حساب تناسب السرعة والرياح، ثم صنع رداءً كساه بالريش حول الأكمام ليكون بمثابة الجناح. ثم قام بالقفز من مكان مرتفع ونجح في التحليق لمدة من الزمن، إلا أن إغفاله لأهمية الذيل في عملية الهبوط أدى لوقوعه قبيل إتمام الهبوط وأصيب على أثر ذلك في ظهره، غير أنه تعافى بعد شهور من العلاج والراحة التامة.

تجربة ابن فرناس عبدت الطريق لرواد الطيران الذين أتوا من بعده خاصة ليوناردو دافينشي. ورغم أنه أغفل أهمية الذيل، فإن الباحثين لم يغفلوا أيضا أنه أجرى تجربته بدون الاعتماد على أخطاء من سبقوه، كما في التجارب العلمية عادة، بل كان هو الأول، وتجربته أعطت دروسا وخبرات لمن أتى بعده.

وفي مجال الكتابة، صنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ، حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.

كما تعمق في دراسة الزجاج وتمكن من تطويعه لخدمة البشر، حيث صنع نسخ أولية من عدسات تصحيح البصر، والزجاج الشفاف الخالي من اللون.

جسر بن فرناس
جسر بن فرناس بقرطبة – إسبانيا

ابتكر تقنية لتقطيع أحجار الكريستال الصلبة، بعد أن كانت ترسل من أوروبا إلى مصر حصرا لتقطيعها، وقد استفاد الأوروبيون من ابتكاره وطوروه بعد ذلك وأصبحوا رواد صناعة تقطيع وتصنيع أحجار الكريستال منذ القرون الوسطى وحتى اليوم.

وفي علم الفلك، طور ابن فرناس أداة فلكية لرصد النجوم، مؤلفة من حلقات تمثل مواقع الأفلاك الرئيسية في الكرة السماوية، وطوّر بنفسه أول قبة سماوية كان الناس يجتمعون فيها لمشاهدة النجوم والغيوم والسحاب، وهو تقليد لا يزال موجودا إلى اليوم، ويعتبر من أكثر التجارب إثارة ومتعة لكثير من الناس.

توفي ابن فرناس عام  887 ميلادي. قامت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بتكريم العالِم المخترع والطيار الأول الأمازيغي عباس بن فرناس، وذلك بإطلاق اسمه على إحدى فوهات القمر عام 1950.

المصدر

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى