أقلام حرّة

كيف تحاول نعيمة صالحي و زوجها التمترس خلف إيشاوين لمهاجمة القبائل

نعيمة صالحي على غرار “بلحمر” و “زعيبط” هي دمية من الدمى الإعلامية التي  تخلقها وتغذّيها من وقت لآخر وسائل الإعلام الموالية للسلطة  للتشويش على أي نقاش جاد أو مبادرة مهمة من شأنها تنشيط المشهد السياسي الجزائري الغارق في التهريج و السفسفة و التفاهة.
هذه “النائبة” التي يُشكك بعض زملائها في قواها العقلية [1], مصابة بهوس الظهور  وإثارة الجدل . فهي في بحث دائم ومحموم على ال Buzz و الترويج لنفسها . و تتواطأ معها بعض وسائل الإعلام  التي تفتح لها بلاطوهاتها  أين تقوم نعيمة صالحي بالترويج لشطحاتها الشعبوية المستهلكة كقولها مثلا أن “الموساد يخشاها و يتجسس عليها” و أن “اللوبي الصهيوني يستهدفها لأنها تدافع عن أصالة الأمة العربية [2] وغيرها  . في المقابل تقوم نفس وسائل الإعلام بتهميش قامات فكرية و سياسية جزائرية و تمنعها من الإدلاء بدلوها في النقاشات المصيرية.
في  خرجتها الأخيرة  قامت نعيمة صالحي  بالتهجم على الأمازيغية قائلة أنها “ليست لغة أصلا ” و أن تعلمها مضيعة للوقت لأنها لا تملك أي مقومات لغة حاملة للعلم و المعرفة .و ذهبت نعيمة صالحي إلى أبعد من ذلك عندما قالت صراحة :”سأقتل إبنتي لو تتلفظ بكلمة واحدة بالقبائلية”.

“اليد الخارجية ” والمؤامرة الأزلية
المعروف أن نعيمة صالحي تنتمي إلى التيّار الإسلامي الشعبوي الذي يعتمد على الفكر التآمري لتفسير جميع الأحداث .  هذا الخطاب السطحي  الذي تُضاف إليه بعض البهارات  الدينية موجه إلى السُذّج و البسطاء الذين يشكلون أغلبية جمهور هذه الدكاكين السياسية .
إن العقل الجمعي الجزائري (كباقي شعوب العالم الثالث ) لكي يغطّي على تخلفه ويبرر بؤس واقعه يقوم منذ سنوات بغزل خرافات و أوهام عن  قوى متخفية  في الظل تقوم  بالتآمر عليه من الصباح إلى المساء . و هذه القوى الخفية تتمثل تارة في “اللوبي الصهيوني” (الذي يستهدف نعيمة صالحي ويخشاها ) , و تارة ” الماسونية العالمية” و تارة  أخرى ” فرنسا الإستعمارية ” .
ففي محاولتها لتبرير هجومها العنصري على القبائل , قامت نعيمة صالحي و زوجها باللعب على وتر التخوين و العمالة لفرنسا . فقالت في فيديو مباشر على صفحتها ” أنا لست ضد الأمازيغية و لكن أنا ضد الأمازيغية المفرنسة ” .  الأمازيغية المفرنسة في نظرها هي “القبائلية ”  و هو إتهام ضمني للقبائل بأنهم موالون لفرنسا , وهي حجة واهية إستعملها دعاة الفكر العروبي في الجزائر لشيطنة منطقة القبائل و النخب التقدمية و العلمانية  التي كانت أغلبها من هذه المنطقة .

محاولة إستعمال إيشاوين كسلاح لضرب القبائل

بالإضافة إلى هذه الحُجة الواهية, تحاول نعيمة صالحي ( و زوجها) الإنتساب إلى الشاوية لشرعنة خوضها في الشأن الأمازيغي و تبرير عنصريتها إتجاه القبائل و الأمازيغية بصفة عامة . ففي الفيديوهات التي نشرتها النائبة على صفحتها على الفايسبوك  إدعت هذه الأخيرة أنها من أصول شاوية و كذلك فعل زوجها .
نحن أمام حجّة قديمة إستعملها النظام الجزائري للتفريق بين القبائل و الشاوية لمنع توحد منطقتين كان لهما دور مفصلي في تاريخ الجزائر . فالأوراس الذي كان مهدا للثورة تعرّض لحملة تعريبية عنيفة بعد الإستقلال  تزامنت مع تنصيب  مجموعة من الأعيان إعتمدوا على الزبائنية و إحتكار الخطاب الوطني  الثوري لمحاربة تشكل خطاب هوياتي أمازيغي شاوي . فطالما لعب النظام الجزائري على وتر  الوطنية و “قيم أول نوفمبر”  و “دماء الشهداء” لتكميم جميع الأصوات المعارضة له في المنطقة و التضييق على أصحاب النزعة الأمازيغية في الأوراس .
وفي حوار لزوجها مع جريدة الحوار (أنظر هنا) صرّح الأخير أن : ” السيدة صالحي تكلمت عن اللغة الأمازيغية و على تعميمها و وجوب خدمتها، لكن هي أكدت في كلامها أنها ترفض الأمازيغية التي يراد فرضها من طرف جهة، الأمازيغية التي تستعمل في مفرداتها الفرنسية ” .  و هو يلمز  القبائلية ولا يصرح بها . ثم يضيف :  “ هي بلّغت مقولات المواطنين في عديد الولايات على غرار خنشلة” (وهنا يُبرّأ ساحة زوجته من العنصرية و يضع اللوم على سكان خنشلة و إختيار خنشلة بالذات ليس إعتباطياً بالطبع )  و أنا كنت حاضرا، حيث قال نشطاء الأمازيغية في خنشلة حينما سألناهم  (و الأمر مجرد إفتراء لأن نشطاء الأمازيغية الشاوية من المستحيل أن يحضروا تجمعا لنعيمة صالحي) أن  [القبائل]  رفضوا التجاوب معنا و استقلوا بالرأي و سيطروا على المحافظة السامية للأمازيغية و قاموا بوضع كتب تستلهم من الفرنسية أكثر مما تستلهم من الشاوية، و هذا مرفوض وهي محاولة يائسةلإستغلال السخط الموجود عند إيشاوين إزاء المحافظة السامية للأمازيغية و تحويله إلى كره إتجاه القبائل عامةً .
و من جهة أخرى و لأن نعيمة صالحي   تعلم جيدا أن الأوراسيين متشبعون بالوطنية  فتحاول اللعب على هذا الوتر العاطفي بخطاب ديماغوجي لتستميلهم و تمرر خطابها العنصري و التحقيري للقبائل . ففي إحدى تعليقاتها  على الفايبسوك (أنظر الصورة) على فيديو مباشر كانت قد بثّته رفقة زوجها كتبت ” الشاوية على رأسي , نتعلم الشاوية  الممزوجة بالعربية  و أهلها مسلمون و لا أتعلم لهجة قبائلية فرنكوفونية “ .

أحد نعليقات نعيمة صالحي على صفحتها الفايسبوكية .
أحد نعليقات نعيمة صالحي على صفحتها الفايسبوكية .

وتحاول نعيمة صالحي هنا خلق ثنائية قطبية مزعومة  بين “فرنكوفونية القبائل ”  و “عربية الشاوية ” للتفريق بين الأمازيغ و الظهور بمظهر المدافعة عن الشاوية “الوطنيين” و “المسلمين” ضد  القبائل “العملاء” و “الملحدين”. و هذا الخطاب السطحي الساذج  لم يعد يستقطب إلّا الغوغائيين من البعثيين العنصريين أو بعض الدواعش.
فالخرجة الجديدة لنعيمة صالحي  لقيت تنديدا كبيرا في أوساط النخب الشاوية و الجزائرية بصفة عامة و وضعتها مرة أخرى في مرمى  سهام السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي .

يوغرطا حنّاشي 

[1] “نعيمة صالحي لا تستحق كل هذا التهويل لأنها بكل بساطة غير متوازنة نفسيا و عقليا” تصريح سفيان جيلالي

[2] https://www.youtube.com/watch?v=6e-RyFSyczs   حصة قهوة و جرنان على قناة النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى