أقلام حرّة

مكّارثية محلية أم سياسة وطنية

في سجالات الساعة بعد القرار الجمهوري المتعلق بالأمازيغية و ملحقاتها من أبجدية التدوين إلى تعيير اللغة فالقانون الأساسي للأكاديمية المزمع إنشاءها و أشكال النشاط الميداني ,برزت توجهات يمكن تصنيفها الى فئتين ,فئة فولكلورية مؤدلجة عاطفية الدوافع منها الاداري و المجتمعي بل و شريحة من مناضلي الوقت الضائع السابحين في فنتازمات و أحلام سعيدة ,و فئة تحافظ على الطابع التقدمي و الحداثي المؤسس للحركة النضالية الأمازيغية من أكادميين و أقلية من الناشطين و المثقفين و هذا في الاطار الشاوي .

و في الحقيقة هذا التصنيف إختزالي و غير مُراعي لتشعبات و تداخلات النزعات و الرؤى ,فالفئة المسمات فولكلورية لا ينتهي تعريفها عند خبراء “البوشلّيڨولوجيا” أو المعتنقين الجدد بل تضم في طرفيها غلاة الاصالة أو سلفيي النضال الهوياتي و أعداء الهوية الامازيغية بكل تجلياتها في مسار واحد يحمل حجة التخوين أو الازدراء الاديولوجي و العاطفي للآخر ,أما سمتهم المشتركة و المتجلية للعيان فهي اخراج الطروحات و السجالات المثارة من مجالها العلمي الى سوق الخطابة وديماغوجيات الحزب الواحد أي إلى توليتارية غير ممنهجة علميا و فاشلة عمليا .

أما الفئة الثانية فهي تامة التعريف و بعيدا عن شرعيات تاريخية فهي تستمد وجاهتها من علمية الطرح و عملية المشروع المكرس منذ بدايات المطلب الهوياتي لذا فطروحاتها غير مسموعة غالبا و مكبوتة عموما من طرف ضجيج الفئة الأولى الغير متجانسة و المتضاربة ,لكن التوافق ضد الفئة الثانية فهو الثابت بل و فيه يبرز الجانب الاداري المساند بكل امكاناته فكمثال حين يمنع ثلاثة ناشطين من نفس الفئة من المشاركة في احتفالية رأس السنة “ينّار بوحمامة ” تتوضح الصورة .

لكن ما يشرعن كل تسائل هو تكريم أحد المستبعدين في ولاية أخرى و مستبعد أخر يدعى الى الاحتفالية الرسمية في نفس ولاية الاقصاء  ,فهل الاقصاء كان مكارتية محلية أم سياسة و طنية ,قضية كونها سياسة وطنية قد تشكك فيها الوقائع لكن الاثبات ينطلق من مبدأ على قدر أهل العزم تأتي العزائم هذا من الناحية الرسمية أما من الناحية الشعبية فهو بدون نقاش سياسة و طنية إن لم نقل إقليمية تحضى بشبه اجماع ,ليبقى الطرح العلمي مرهون بنضالات مستمرة و في كل الاتجاهات عمودية و أفقية وكما أثبت و يثبت التاريخ فالبقاء للأصلح .

عموما و في نفس الإطار سيبقى الصراع العاطفي في مواجهة العلمي محور أساسي في كل محاور تطور المجتمع و رغم حشد الجانب العاطفي و تجنيده لجموع الشعب بمؤازرة إدارية يبقى الجانب العِلمي في تجلياته التقدمية مستمرا في تحصيل مطالبه و هذا في كل المجالات صحيح يتراجع حينا تحت و طأة التضييق المجتمعي و الأوامر الفوقية لكنه يعود دوما كحل أوحد لكل الاشكالات رغم كثرة الطروحات الغير مؤسسة علميا .

موح ترّي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى