الافتتاحية

نصف عام على انطلاق موقع إينوميدن.كوم

01/12/2015 – تمرّ اليوم، ستة أشهر على افتتاح موقع إينوميدن.كوم البوابة الثقافية الشاوية، الذي استطاع خلال فترة قصيرة، أن يبرز على الساحة الإعلامية، بفضل مجهودات المساهمين وتفاعل ودعم المتابعين اللامشروط الذي دفع بالفريق المشرف إلى العمل بجدّية وإخلاص وتفانٍ رغم العوائق وقلة الامكانيات وكثرة الانشغالات في حالات كثيرة، والسهر على الاشتغال بجديّة على تقديم “نظرة أخرى” عن الثقافة الشاوية الحقيقية التي قبعت طويلا تحت وطء مطرقة الفلكرة والشعبوية والغوغائية المقزّمة على سندان التهميش والتغييب المتعمدين.

نفتخر في موقع “إينوميدن.كوم” بنسختيه، بالكم الهائل للمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي، والزيارات للموقع، والقدر المعتبر من التفاعل بشتى وسائل الاتصال مع ما يقدّمه الموقع من محتوى. المحتوى الذي راعينا فيه معايير عالية نوعا ما، وحاولنا عبره تجنّب الغوغائية ومواضيع الإثارة التي عادة ما تستعمل من قبل مواقع لتضخيم عدد الزور والمتابعين والتفاعلات، وغالبا ما تجانب الدقة والصواب، رغم انتشارها كالنار في الهشيم، راعينا كذلك تقديم محتوى موضوعي ومقبول علميا، يطرق الحقيقة أولا وقبل كلّ شيء بعيدا عن التضخيم والتهييج واللعب على العواطف، وإن كان ذلك هو نفسه أسلوب أعداء ثقافتنا الألفية، لكنّنا نأبى أن نقدّمها بمستوى أدنى منها، في صورة قد تبدو للبعض خدمة لها إلّا أنها في الحقيقة مسمار آخر يدقُ في نعشها من قبل مريديها أنفسهم.

خلال ستة (06) أشهر؛ 183 يوما من النشاط على شبكة الإنترنت، نشر موقعنا أكثر من 273 مقالا، لأكثر من “50” مساهما باللغتين العربية والفرنسية، بين نشطاء وكتاب وآكاديميين، في موضوعات وأركان مختلفة؛ زارها قرابة المليون ونصف مليون شخص (1.500.000 زائر) بمعدّل : 8200 زائر يوميا، للموقع ككل. زوارنا خلال الفترة المنصرمة كانو من أكثر من : 121 دولة في النسخة العربية، تتصدّرها على الترتيب : دزاير (الجزائر)، آمورنواكوش (المغرب) الولايات المتحدة الآمريكية، فرنسا، ثم تونس. أما في النسخة الفرنسية، فعدد الدول وصل إلى 160 دولة؛ تتصدّرها على الترتيب : فرنسا، الولايات المتحدة الآمريكية، دزاير (الجزائر)، كندا، وروسيا.

إحصائيات حول موقع إينوميدن.كوم
إحصائيات حول موقع إينوميدن.كوم

نفتخر أيضا بأن سياسة الموقع التحريرية كانت صارمة فيما تعلّق بنوعية الموضوعات المنشورة وشكلها ومضمونها، مما أدّى بنا إلى رفض عدد معتبر من المساهمات، مع كلّ أسف، والتي نقدّر ونثمّن مجهودات أصحابها، ونشكرهم جزيل الشّكر على مساهمتهم. كما توخّى الفريق العامل على الموقع، الردّ على كلّ الرسائل والاستفسارات التي وردته والعمل باحترافية، في مواجهة بعض الأزمات المفتعلة والتي لا تستحقُّ أن تذكر.

لكنّنا لا نهمل أيضا أن معدّل نشرنا لم يتجاوز : 1,49 مقال في اليوم (في الموقع إجمالا)، وهو معدّل نرى أنّه منخفض نسبيا، لكنّه يبقى أمرا عاديا لأن موقعنا، وهذا ما نحبّ أن ننبه إليه، ليس موقع أخبار أو معلومات، بل هو “بوابة ثقافية” يعمل المشرفون عليها بشكل رئيس على التدوين في الثقافة الشاوية أي الكتابة فيها ونقل الشفهي والمرئي المَشاع إلى النصّ المكتوب، ومستقبلا إلى السند المرئي المسموع، وتقديمه في حلّة لائقة، تستحقّ الترويج كثقافة شاوية أصيلة. وأيضا، فإن فريق العمل في الموقع، المتكون من أربع أفراد، حاول خلال الفترة المنصرمة تطبيق السياسة التحريرية المتفق عليها من قبل الأعضاء المؤسسين، والتي لم تلاقي إلى حدّ الآن أي اعتراض.

منذ افتتاح موقع “إينوميدن.كوم” – البوابة الثقافية الشاوية، حظي فريقه ببعض الظهور الإعلامي على وسائل إعلام وطنية ومحليّة منها : جريدة الآوراس نيوز الناطقة بالعربية، وجريدة ليبرتي  Libertéالناطقة بالفرنسية، والإذاعة الجهوية “آوراس” بـ”هباثنت” (باتنا) والقناة الرابعة الناطقة بالآمازيغية في التلفزيون الجزائري. كما عرف افتتاح الموقع صدى لا بأس به في مختلف المواقع الإخبارية والتقنية الوطنية والإقليمية والعالمية، والثقافية الآمازيغية، وهو أمر نرى أنه حقق بعضا من هدفنا الرئيس: “فكُّ الحصار الإعلامي المضروب على الثقافة الشاوية وبلاد إيشاويّن”.

ولأنَّ موقع إينوميدن.كوم في نسختيه ليس إلّا خطوة البداية فيما نحبّ أن نسميه “مشروع الإعلام البديل” في بلاد إيشاويّن، فإن التوسّع والانتشار والابتكار وخوض غمار تجارب أخرى، والاشتغال على مناح أخرى من مناحي الثقافة والحياة في بلاد إيشاويّن، يقتضي “خلق” منابر إعلامية كثيرة وقوية وفعالة تساهم متكاملةً في فكّ الحصار المفروض عليها، وبث الوعي في صفوف أبنائها، وإعلان المقاومة ضدّ ثقافة النسيان التي تعني بكل المقاييس موتا حتميا للشعوب، وسياسة الاحتواء والتقنين نحو الغوغائية التي فُرضَت على الآمازيغية كتوجه وثقافة وحضارة من جهات معادية، وسياسة التقوقع والصدام القاتل التي تبنّاها بعض مريديها مما أدّى بكثير من أبناء الشمال الإفريقي عامة وبلاد إيشاويّن خاصة إلى النفور منه (التوجه الآمازيغي) واللجوء إلى “الآخر” بحثا عن “الذات”.

ولأنّ “مشروع الإعلام البديل” يجبُ أن يشملَ كثيرا من الجوانب المغيّبة عن الشباب الشاوي والشمال إفريقي، بكافة الطرق المتاحة، فإنّ المرئي-المسموع هو أحد أولى أولويات الاستراتيجية التي سطّرها فريق “إينوميدن” من أجل تقديم محتوى أفضل، وتغطية أشمل، وضمان تفاعل أكبر وأثر أشمل بكلّ تأكيد، ولهذا وبفضل تبرّعات بعض متابعينا الكرماء، يسرّنا إعلامكم بأن قناة “إينوميدنTV”، ستفتتح قريبا، لتشتغل على تقديم محتوى مرئي-مسموع يصب في نفس محتوى الموقع، لضمان وصول المعلومة إلى الجميع، حتّى أولئك غير المتمكنين من التقنية، وتغطية نطاق أوسع من ثقافتنا الألفية.

كذلك يسرّنا إعلامكم بأنَّ النسخة الثانية من موقع المكتبة الآمازيغية Asadlis-amazigh ستفتح قريبا أيضا، بواجهة أكثر تفاعلية وأحسن تصميما من أجل تعميم الفائدة وتوفير الكتب المتعلقة بتراثنا وتقافتنا وتاريخنا ولغتنا للباحثين والراغبين في الاطلاع، بسهولة أكبر.

ختاما، نتوجّه إلى جميع مساهمي الموقع، ومراسلينا والمتفاعلين معنا عبر مختلف واجهاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، وزوّار الموقع، بأسمى عبارات الشكر والتقدير والتحيّة، لأنّهم في حقيقة الأمر السبب والدّافع الذي يحفّزنا على مواصلة العمل رغم العراقيل. وكذلك للمتبرّعين الكرام الذين ساهمو ويساهمون بمبالغ ماليّة من أجل تطوير موقع إينوميدن.كوم وإثراء محتواه وتليين الصعاب التي تواجه العاملين عليه، من أجل خلق واجهة إعلامية شاوية حقيقية.

دمتم أحرارا.

فريق إينوميدن

باسم عابدي

مهتم بالتاريخ بصفة عامة، أطلقت "المكتبة الرقمية الأمازيغية" سنة 2013، وهي مخصصة لتاريخ وثقافة الأمازيغ. وساهمت سنة 2015 في تأسيس "البوابة الثقافية الشاوية"، المعروفة بـ إينوميدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى